من اين عدنا؟
كل الطرق موصدة
صرنا هواء
وتسللنا عبر ثقوب الشوق.
متى وصلنا؟
نحن لم نذهب
ظللنا عالقين في اصوات البكاء
الذي سفحته امهاتنا.
لأننا كبرنا
ماذا حملنا في قلوبنا
افرغناها من الحنين
فامتلات من جديد حتى جرفتنا
إلى هنا الى قاع الحجر والطين
والسلاحف المحنطة
نحن نذهب لكننا نعود حتما
إلى حفر الماء
وطحالب الطفولة البيضاء
الطفولة المهملة
البعيدة عن عصي النواهي والاوامر
طفولة الماء والهواء
والجري عراة عندالقيلولة
حيث لا جنس يميزنا
ولا ألوان
كنا كالارانب على كل لون
وكالفراخ المنقطة
يحملنا الهرج إلى حيث الماء
الماء دوما يغرينا فنجري اليه
الساقية الغدير حنفية البلدية
المطر الشحيح لكنه اذا سح غرقنا
واصابنا مس من الجنون
ندور كالخذروف
فاتحين اذرعتنا كطواحين الريح
مغمضين أعيننا كالمجاذيب
ندور ندور حتى نفقد الاتجاهات
ثم نسقط مثلما يسقط نيزك
فنجد أنفسنا من حيث انطلقنا
مكبلين بالمكان
مصفدين بشيء اسمه الوقت