لا تبتئسْ ، يا صاحبي
قم وارتفع فوقَ الشَّقاءْ
هذا زمانٌ مِن قَذَى
هذا زمانٌ مِن بُكاءْ
هذا زمانٌ مِن عَنَاءٍ
و انهزامٍ و بَلاءْ
فارسمْ طريقَكَ في النَّجُومِ
ونَمْ على الأرضِ العَرَاءْ
حَقِّقْ وجودَكَ في الخيالِ
فإنْ صَحَوْتَ فبالرِّياءْ
إنَّ ابنَ آدمَ لم يَزَلْ
يَغْتالُ قافلةَ الضِّياءْ
إنَّ ابنَ آدمَ لم يَزَلْ
يَشْتاقُ ذّبْحَ الأبرياءْ
ما عادَ هابيلُ الوديعُ
يَمُرُّ يَصْدَحُ بالغِنَاءْ
ما عادَ يَخْتَرِقُ السُّهولَ
مُطَمْئِنًا قلبَ الخَلاءْ
ما عادَ يَغْرِسُ
في ضِفَافِ الكونِ
أشجارَ الوَفَاءْ
قد باتَ يَبْكِيهِ الزَّمانُ
وكلُّ نجمٍ في السَّمَاءْ
لا تبتئسْ يا صاحبي
فالحُزْنُ ليسَ لهُ دواءْ
انزعْ قُيُودَ الكَبْتِ
والإذعانِ
واركضْ في الفضاءْ
ودَعِ الثعالبَ
في منابِرِها
تُدَبِّرُ ما تَشاءْ
ودَعِ المُصَلَّى
في المَدَى القُدْسِيِّ
تُغْرِقُهُ الدِّماءْ
ماذا سَتَرْجُو بعدما
قد غابَ عنَّا الكبرياءْ
واستوحشتْ مِنَّا الشَّهامةُ
و ارتضينا كلَّ داءْ
سُحْقًا لنا صِرْنا كثيرًا
غيرَ أنَّا مِنْ غُثَاء !!!!!