لآفاق حرة
الشيطان متقاعداً
قصة
نجيب كيَّالي
اعترضَ رجلٌ مسن طريقَ الشيطان، وصاح به:
– هِيْيْ إبليس. أنا زعلانٌ منك.. زعلانٌ جداً، فهناك قول نبوي: ما اجتمعَ رجلٌ وامرأة إلا كان الشيطانُ ثالثهما! وها أنا أجتمع بزوجتي بهيرة ساعاتٍ وساعات، فلا تدخل بيننا! هل تقاعدت؟!
قال الشيطان: أليست زوجتك تلك التي تأكل ربطة خبز على الغداء، وتمدُّ يدَها إلى الثانية، وتجلس على كرسيين معاً، ويزيد نصفها إلى الخارج؟!
– نعم.
– وأليست هي التي يشبه صوتها عند الكلام صوتَ صاحب التعليقات الإخبارية القديمة أحمد سعيد في إذاعة صوت العرب؟
– نعم. هي بذاتها.
– وحين تنفعل تدقُّ الأرض بقدمها فيتساقط الكريستال من ثريا الجيران؟!
– نعم يا إبليس. لقد أرهقتَني بأسئلتك!
– وأنتَ ألم ترهقني بعتابك؟! هل تظنني قليلَ ذوق لأمرَّ على بيتٍ فيه بهيرة؟! والله لو خيَّروني بينها وبين أن أسجد لآدم أو أمسحَ له حذاءَهُ لاخترتُ الثانية!
*