ولّى الربيعُ خلّفَ الشكَّ تنهشُ سياطهُ دفوفَ الفرحِ تتصايحُ في بساتينِ الوحدةِ إنتابها النحول يستوطنُ الحزن أغصانَ سعادةِ التعلّق يسوّدُ صباحَ خريفها المهرول نعاسهُ الكهل يفتحُ ذراعيهِ العتيقةِ تحتضنُ السواقي الباكية بـ قوةِ الإعصار تعيثُ مزمجرة سطوتها تأكلُ هديلَ الجنان وحيدةً تنتظرُ رعبَ الفؤوس تشجّرها حطباَ لـ بردِ الليالي المفجوعةِ يشطّبها شتاء قادم طويل . على تسابيحِ غراب الخساراتِ تغفو …
أكمل القراءة »رواق القصة القصيرة
صباح على القنال/صفيّة قم بن عبد الجليل/ تونس
لم يعد يفصلني عن البيت غير بضعة أمتار والقنال لا يزال ممتدّا على مدى أبعد من البصر… نازعتني نفسي وأغرتني بأن أتسكّع بعض الوقت الإضافيّ قبل أن أعود إلى البيت، أنا الّتي ما فعلتها بمفردي أبدا! ألحّ عليّ السكون وهذا الخلاء وهذا الماء وهذا البهاء فاستنفرتُ فيّ الطفلةَ المتمرّدةَ وحشدتُ كلّ جيوش الرّغبة في أن أنطلق دون قيد يكبّلني ما …
أكمل القراءة »جلاّد الأمس/ بقلم : حسن سالمي/ تونس
فتح خزانته الحديديّة ذات الأرقام السريّة المعقّدة.. وراح يتأمّل في أحشائها أقنعة كثيرة.. تخيّر واحدا منها، هو القناع رقم 14. ثمّ أحكم إغلاق خزانته، قبل أن يتوجّه إلى المرآة الكبيرة التي تتوسّط حجرته الغامضة.. نزع عن وجهه قناعه القديم، القناع رقم 7.. وراح يتأمّل وجهه المسلوخ العاري من اللّحم.. شعر بانقباض شديد وذاكرته تعيد عليه مشاهدا من تلك الأيّام، حين …
أكمل القراءة »هذيان قلب في غرفة الإنعاش/ بقلم : منى شوقى غنيم
غرفة بيضاء في المنتصف ، سرير صغير يرقد عليه قلب ميت على قيد الحياة، ينتظر معجزة تعيد إليه النبضِ … في زاوية صغيرة يجلس ظل أسود لجسد مزقته الآلام ، دموع حائرة بين الجفونِ تنزف بِصمت آهات كالجمرات ، ناي حزيِن بين الشفاه يعزف لحناً جنائزياً في ليلة صيف باردة ، رياح قوية مزقت كل شيء في طريقها … تعرى …
أكمل القراءة »ومضات /لــ : ايمان أبو الراغب
(1) في درج الصباح بعض الحكايا تتثاءب لم يسعفها حبر الليل ولا شمعة على المكتب سالت (2) لم أكن على موعد حين صدمتُ بي وانهال الحديث بخجل المتألم (3) تلك الملامح الداكنة والذكرى المعتقة برائحة الاشعار المهاجرة لا تسكن إلا في سجون التفاصيل ونهايات الاشياء العابرة (4) يطير الليل من عين الذبيح وتتسيج عتمته على يد طائش افرط في شرب …
أكمل القراءة »الهجرة السريَّة إلى الأشياء/ سهام العبودي – الرياض
عندما قصصت هدب كلِّ سجاجيد المنزل أيقنت بأنـَّني قد بلغت من الأمر الحضيض! كان الأمر – في البدء – ينتهي بي منحنيًا فوق طرف السجادة: أهذِّب هدبها المتطاير الشعِث، أمدُّ يدي وأسحب الخيوط المنطوية إلى الداخل، أو تلك النافرة إلى الأعلى بسبب حركة الأقدام فوقها، أتأكَّد من استوائها فوق البلاط، ثمَّ أنظر نظرة أخيرة، أتنفَّس عميقًا، ويخيَّل إليَّ – حينئذٍ …
أكمل القراءة »وعاد الشّـــــتاء/ بقلم” محمد بتش”مسعود”
أقبلَ الشـّتاء حزينا هذا العام, أطلـّت الشـّمس في هذه الصّبيحة خَجلة باهتة, في الأفق سحابة وسرْب طيور.كنتُ أنبشُ التربة بعود صغير,الأرض حزينة, لمْ تبك السّماء في شتائها هذا الذي تدفـّأ ,الشـّقوق تزيـّن الحقول وتملأ القلق في النـّفوس. ياربّ أغثنا….ياربّ أغثنا…دعا الإمام وأطنبَ وردّدتْ معه الحناجر الضّمأى.قالَ مرافقي ونحن في السيّارة…سبحان الله….ما أدفأ الجوّ في هذا الفصل..لقد تخلىّ الشـّتاء عن برودته …
أكمل القراءة »بائع جديد/ بقلم : انعام القرشي
قصة قصيرة —– ببطء اصعد الدرج الرخامي على صوت فيروز القادم من محل بيع الأحذية المستوردة النادرة، ابتسم البائع وتنحى جانباً وافسح لي الطريق، دخلت اتلفت على عرض الأحذية الأنيق، وهو يقف خلفي مرحباً وينتظر!، ” من الواضح انه موظف جديد”، من يأتي الى مثل محل كهذا، لا يحتاج الى مجاملة، اذ تكفيه الاشارة الى الحذاء الذي يعجبه، يدفع ثمنه …
أكمل القراءة »شاليم /بقلم / كريم عبدالله بغداد / العراق
الحزنُ يمتصُّ إسودادَ رؤوسهم يا إنكي* سريعاً يبيّضُ شعرَهم بينما النساءُ يجدّلنُ التراتيلً بـ ( طينِ الخاوة )* وحيداً تحملُ السلالَ فارغةً تهجرها رُقمكَ الطينيّة تأتزرُ أوراقَ البرديّ تملّحها الأهوارَ المتسطّحة حكمتكَ متدلّيةً أعذاقها اللاصفة فيها بلا بريقٍ يمنحها الخلود . ( نيبور )* الجرادُ الغافي فزّزَ جنونهُ إستفاقةَ وحش الخرافة أوحى أن تداعب أسنانها قمحَ سنابلَ الزقّورات القبحُ قواربٌ …
أكمل القراءة »ليلة في مهب السماء/ بقلم الأديبة السعودية عبير عزام
عيناها التي كانت تتسع لدنيا الآن تضيق بنجمة ، هربت من دفئ الضجيج وإختبأت في حضن السماء، رتّلت بعض أمانيها التي ستصحو غداً لتحققها، لكن السماء كانت خائفة، متجهمة في وجه نجمات طفولتها محملة الأماني، لم تفهم الصغيرة بعد معنى أن تحاول السماء قول شيء ، معنى أنها لم تعد تتسع لقطرة من أمنية، معنى أن تعجز في إقتلاع مخبأ …
أكمل القراءة »حكاية دمعتين/ ترجمة : نور محمّد يوسف قسم اللغة الانكليزية في جامعة تشرين
مراجعة : سوسن عبّود كان هناك قطرتان عائمتان أسفل نهر الحياة . قالت قطرة منهما للأخرى ” أنا دمعة فتاة أحبّت رجلا وفارقته ” فمن تكونين أنت ؟ فأجابت : “وأنا دمعة الفتاة التي كسبته ” الحبّ .. يا له من شعور غريب . وهو التزام مطلق بالنسبة لإنسان غير كامل . كل شخص يحتاج أن يحب ولكن عندما تحبّ …
أكمل القراءة »الرقص في المطر/ ترجمة : نور محمد يوسف/ قسم اللغة الانكليزية في جامعة تشرين
راجعة : سوسن عبّود ازدحمت المشاغل هذا الصباح حوالي الساعة الثامنة والنصف عندما وصل رجل مسن في الثمانين من عمره ليزيل آثار الخياطة الجراحية عن إبهامه . قال أنه على عجل لأنه على موعد في تمام الساعة التاسعة صباحاً . أخذت المعلومات الهامة التي تخصّه وطلبت منه أن يجلس . كنت أعلم أن الأمر سيستغرق أكثر من ساعة حتى …
أكمل القراءة »
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية