رواق القصة القصيرة

المقعد / بقلم د ميسون حنا

 نظر من النافذة، الغيوم تسدل ستارا داكنا يحجب الشمس، حلّقت أفكاره بعيدا إذ راودته ذكرى فتحية، تلك الفتاة المختلة عقليا عندما أتت مع والدتها لزيارتهم ذات صباح، ألقت تحيتها قائلة: مساء الخير، وعندما أخبروها أن الوقت صباح أجابت بثقة: الدنيا عتمة… والعتمة مقرونة بمساءاتنا ، هذا ما تدركه فتحية، كان يومها الجو كئيبا كحاله اليوم. أين هو من ذلك الزمن …

أكمل القراءة »

عـــــرش مـــلــكـــة/بقلم إبتسام عبد الرّحمن الخميري (تونس)

تضاربت الأفكار و احتدمت الأسئلة بداخلها مخلّفة آثارا لا متناهية… – الجرح غائر، الجرح ما زال ينزف، تراني أستطيع؟؟ عساني أبدأ من جديد؟؟ منذ برهة جاءها الصّوت رقيقا. حدّ الرّهافة. واضحا حدّ الصّرامة: – مساء الخير، أيمكنك المشاركة، الأمر جدّ هامّ. – حسنا. سأحضر. و.. بهذا الوعد أقفلت ” ملكة” السّماعة و قد اختلطت المشاعر في أغوارها.. و تماوجت… لقد …

أكمل القراءة »

جرح الياسمين/ بقلم : ريمة الخطاب

لفت انتباهي لون عينيها البحري، الأزرق البراق، كأنه البحر الذي انعكست عليه زرقة السماء. طفلة في السابعة من عمرها، في ساحة المخيم الصغيرة، تقف وتسند ضهرها إلى أحد جدران بيوت المخيم. كان الأطفال يلعبون ويمرحون، فمنهم من يلعب ب( الحجلة )، ومنهم يلعب بالقفز على الحبلة، ومنهم من يلعب بالغميضة، أما صاحبة العينين الزرقاوتين، فقد أمسكت بدميتها المصنوعة من بقايا …

أكمل القراءة »

اش نتا هو النح/ بقلم : عبد السلام كشتير

كان الفقيه سي احمد يجلس في المسيد على مطرحه الذي يحرص أن يكون وثيرا إلى حد ما .. هيدورة فوقها سجاد للصلاة .. ووسادة يتكئ عليها وينقلها فوق مطرحه بين الفينة والأخرى بحثا عن وضع مريح لجسده الضخم نسبيا . يتحرر من عمامته حينما يكون أمام المحضرة ، ويضعها جانبا دون إعادتها إلى سيرتها الأولى . يلتحف قشابة بيضاء واسعة …

أكمل القراءة »

أحلام صغيرة جدّاً/ بقلم: نزار الحاج علي

أحلام صغيرة جدّاً من نافذتها…تفتفتُ للعصافير الخبز… وقلبي أيضاً. ‏قلب كلّ شيء سار بهدوء، إلى أن قررتْ الرياح أن تتلاعب بفستانها القصير. حاول المساعدة، لكنّه ارتطم بها، ثم بدآ سوياً بالسقوط. في اللحظة التي استعاد فيها توازنه، كانت حياته…قد خرجت عن السيطرة. تلاعب أخرج من محفظته ورقة، رسم عليها قلباً، ثمّ جلس بانتظار الجواب. أعادت له الرسالة، بعد أن غرزت …

أكمل القراءة »

“موت سريري” وقصص أخرى / بقلم :حسن سالمي

أصحاب المعالي أنا أكذب، إذن أنا أحكم!   رحلة العمر وأنا طفل قلبي مشكاة… وأنا شيخ قلبي قطعة صوّان. النّاموس على ضفّة النّهر يتطاير جسدي غبارا…   المُنقَلَب       ليتني متّ قبل ذلك اللّقاء…  ” أعرفتني؟” أغرق في عرقي خجلا وتحاصرني مشاهد مخزية: “لا تفعلها أرجوك”. يلبسني شيطان ويلذّ لي ذبح شرفه بخيزرانة… “ما ظنّك بي الآن؟”. “الصّفح يا سيادة …

أكمل القراءة »

“وشم ” جرح/بقلم: عماد الدين التونسي

عائدة هي معلمة السنة السادسة في مدرستنا . وهي طويلة، سمراء، مجعدة الشعر، على وجهها آثار جدري الماء، تبدو أكبر من سنها، قويّة، لا تخلو من جاذبية، تشبه الظباء والمها في جمال العيون، فوجئ الصبي الضّلّيل بظبية البان الشامخة مثل الرمح الكعوب، ترسل في أثره، في الفرصة، وهي الاستراحة بين حصتين، الأمر الذي أثار ريبة الزملاء وحسدهم أيضا. دخل خَجِلا، …

أكمل القراءة »

اشتعال/بقلم : الروائي والقاص السوداني صديق الحلو

هذه البلدة بلا ذاكرة، نبت فيها احمد توش هكذا فجأة. يسير وحده.. يعيش وحده… يضحك ويغني. عندما كان صغيرا كان يقتل الحرباء والجراد ويبول علي السحالي بعد ان يدهسها حتي الموت. تقوم من عثرتها كأنها مدوخة من نعاس. أحمد توش من أصول يمنيه، جدته من غرب افريقيا وامه نيليه كقطعة من الزيتون المدهون. ولد احمد توش بشعره المسدل وعينيه الكبيرتين …

أكمل القراءة »

تلبُّس/ بقلم :نزار الحاج علي

تنظرُ إلى كلماتٍ مكتوبة بخطّ يده على الجدار، ثمّ تنظر إلى أصابعه المبتورة. على باب الغرفة سجّانٌ أحمق يصدح له بأغنية حتى يهدأ؛ يُلقي برأسه لينام. فجأةً تنتفض وأنت تصرخ : _سأنتقم. تتناول حروفاً صدئة من تحت الوسادةِ، ثمّ تغرزها في صدرك المثقوب بأعقاب السجائر؛ تنزف قصيدة، لكنك تلقيها من شدة اليأس على الحائط. في الصباح يدخلُ أحدهم…يمزّق الجدار…يبتر أصابعك…ثمّ …

أكمل القراءة »

مناقيرُ مبتورة/بقلم:زهرة عز(المغرب)

شارد الذهن يتأرجح على كرسيه المريح، لم يسمع طرق الباب. دلف رأس صغير بعيون جاحظة. رفع رأسه، ابتسم الطارق ابتسامة نصر أبانت عن أنياب متراصّة وأسنان صناعية كان دفع فيها مالا كثيرا حتى يغري الجنس اللطيف. لطالما عانى من ابتسامته المخجلة. وباستكانة خاطب سيده: -لقد انتصرتَ سيدي، وكلّ خصومك تواروا ، الكرة في ملعبك والعالم على مرمى قدميك. بشرى لطالما …

أكمل القراءة »

سيجارة في الحي الجامعي/ بقلم: محمد أفاسي ( المغرب )

“الآلام العظيمة يجب أن تعيشها دون تظاهر ، دون شكوى ، دون ضجيج ، دون نحيب.” هكذا غرد صريح الرواية المغربية محمد زفزاف يوما. ربما كان قصد زفزاف أن على الإنسان أن يعيش آلامه في صمت ويستمتع بمرارتها في شقته منعزلا ، وأن يرتدي قناع الكبرياء ويظهر بمظهر السعيد الراضي عن حياته ما أن يخرج للعالم الخارجي. أحيانا أجدني أتفق …

أكمل القراءة »

ساره في هواك/ بقلم الروائي والقاص السوداني صديق الحلو

يالعبء هذآ الاسي المستديم. كانت تقرقر مثل الفرح الاخضر. وبدأت الحكايات تتهاوي والنهر كبير والمجداف في وهن ريش العصافير. يقال عنها اشياء تشيب الراس. فضلة العبادلة. كم قاتل وفتاك ايها الشوق. شلال الضياء المتخبيء في ابتسامة ساره… دونك ياشوق التباريح والبوح للصخر العنيد. سكن الجوع الخرافي الضلوع والخلايا وربطت المجاعة الطريق للطير والشجر والمسافة. المستقبل محفوف بالقواقع والقنوات الآسنة والمياه …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!