كتب :صديق الحلو. مدينة الطويلة زرتها مطلع شتاء العام 2024 في مناسبة حزينة. رحيل فاجع لابن عمي الحاج عيسي الحلو. كانت اشجار الخروع حزينة والرياحين. اشجار النيم والسنط وحتي شجرة العرديب الوارفة الظلال التي كنا نجلس تحتها. قمرية تقوقي تشاركنا حزننا الدفين. استقبلنا السيد يعقوب عيسي . انجاله واصهاره واحفاده العديدين. بحفاوة بالغة مما خفف علينا الحزن والاسي. وشملونا بكرم …
أكمل القراءة »بوح الاماكن
رِحْلَةُ الطائف (ج2)/ بقلم:عبد يونس لافي
مسجدُ عَدّاس الموصلي أن تكونَ في الطائفِ، ولا تزورُ مسجدَ عداسٍ، فذلك يُشكِّلُ جُرْحًا بسفرةٍ حاولنا أن نجنيَ منها، أكثرَ ما يمكنُ تبرُّكًا وثقافةً واطِّلاعًا. بدأنا نبحثُ عن مسجدِ عدّاس. لم نعرفْ موقعَهُ بالضَّبطِ، وكلَّما حاولنا، أخطأْنا الطريقَ، فالمسجدُ غيرُ واضحِ المعالمِ، ولا يُرى من الطريقِ العام. بعد قليلٍ من الجَهدِ اهْتديْنا فَمرِرْنا بزُقاقٍ طويلٍ ضيِّقٍ لا يتسعُ لأكثرَمن شخصٍ …
أكمل القراءة »رِحْلَةُ الطائف ( ج1)/ بقلم:عبد يونس لافي
كانت الخطَّةُ أَن نزورَ الطائفَ، والطائفُ مدينةَ تأريخيَّةٌ، لها عُمْقٌ لا يمكن التَّغافلُ عنه. إنَّها مُلتقى جميعِ الطُّرُقِ الرئيسيَّةِ القادمةِ من شرقِ البلاد وغربِها، ومن شمالِها وجنوبِها. في الصباحِ، جاءني ابو المحامدِ، فيمَّمْنا وجوهَنا شطرَ الطائفِ، سالكينَ طريقَ عقبةِ الهَدا. هذا الطريقُ يُعتبرُ من أغربِ طرقِ العالمِ الملتويةِ، ويرتفعُ عند مركز الهَدا السياحي، الى نحو الفَيْ مترٍ، فوق مستوى سطح …
أكمل القراءة »جَلسةُ تأَمُّلٍ عند الكعبةِ المشرفة/بقلم:عبد يونس لافي
الساعةُ السادسةُ تمامًا، وأنا أفرغُ من صلاةِ الصُّبْحِ، ولا يفصلُني فاصِلٌ عن الكعبةِ غيرُ أمتار. أجلسُ مُتأمِّلًا، فأُسْقِطُ مشاعري كتابةً. كنتُ كلَّما كتبتُ كِلْمَةً، واغْرَوْرَقَت عينايَ دمعًا حارقًا، توقَّفْتُ فنظرْتُ الى الكعبةِ عَلَّ الدموعَ تتوقَّفُ، لكنَّ عينَيَّ تزدادانِ اغْريراقا. يا اللهُ كم هو جميلٌ هذا المنظر!!! هل يشعرُ من حولي نفسَ الشُّعور، أم أنا أقلُّهُم؟ وَيْحَ قلبي إنْ كنتُ أقَلَّهُم!!! …
أكمل القراءة »أمام الكعبة، بعد صلاة الفجر /بقلم:عبد يونس لافي
أجلسُ في مكانٍ مرتفع، من أرضِ المسجدِ الحرام. لا تفصلُني عن الكعبةِ إلّا مسافةٌ يملأُها فضاءْ. واسْتغْرقتُ كالعادةِ في ابْتهالٍ، مازَجَهُ وافِرٌ من بكاءْ، والبكاءُ هنا في عُرفي دواءُ. أرى الجموعَ تطوفُ بلا انْقِطاعْ، فالكلُّ مجتهدٌ الى رضا الرحمنِ ساعْ. والمشهدُ يُذْهِلُ من يَراه! ولربَّما كان ما تاهَ على شَفَتَيَّ من هاتيكَ التَّمْتَماتْ، فاقَ في وقعِهِ، ما يُمكنُ أنْ تفعلَه …
أكمل القراءة »في أعالي جبلِ خَنْدَمَة/ بقلم:عبد يونس لافي
يَمَّمْنا وجوهَنا صوبَ الجهةِ الجنوبيةِ الشرقيةِ من الحرمِ المكّيِّ، إلى جبلِ خَنْدَمَةَ، رفقةَ الْأخَويْنِ أبي المحامدِ وأبي مُحمَّد. وجبلُ خَنْدَمَةَ هو أحدُ جبالِ مكةَ، ومكةٌ لو تدري – رعاكَ اللهُ – كلُّها جبالٌ، فبين كلِّ جبلٍ وجبلٍ، جبلٌ أو شِعْبٌ أو ثَنِيَّةٌ. فمِنَ الأحدَبِ إلى الرَّحمةِ، إلى النورِ إلى ثورٍ، إلى الحَجونِ إلى خَنْدَمَةَ، إلى أبي قُبَيْسٍ إلى قُعَيْقِعان، الى …
أكمل القراءة »في المَشاعِرِ، وأماكنَ أُخرى/ بقلم:عبد يونس لافي
كان يومًا حافِلًا بما سيَظَلُّ راسِخًا في ذهني سنين. أنْ تَطَّلِعَ على مدينةٍ ليست مدينتَكَ شيءٌ، وأن يُطْلِعَك عليها من خَبِرها، وسبَرَ شِعابَها، وهو من أهلها، شيءٌ آخر، وهكذا كانت هيَ الحالُ. جاءني أبو المحامدِ حيثُ مَحَلُّ إقامتي، قربَ الحرمِ المكِّيِّ، لينطلقَ بي في اتِّجاهِ مناطقِ المشاعرِ شرقيَّ مكَّة. تلك هي مناطقُ تقام فيها شعائرُ الحجِّ، ولذا سُمِّيتِ المشاعِر. تضمُّ …
أكمل القراءة »جُمْهُوريّةُ الخَضِرِ)… أثرُ الأسطورةِ في اللاشعور الجمعي من أبينَ إلى الشامِ.(3)
بقلم:مجيب الرحمن الوصابي أبينُ فِيْها حقائقُ التاريخِ تتجسدُ كالأحلامِ تَفِدُ علينا أسطورةُ الخضرِ مِنْ زمنٍ مسحورٍ كانَ الإنسانُ خارقًا قادرًا على صنعِ التاريخِ والمصير، …تشارك الناس خبزَهُمْ، حُلْمَهُمْ و خيرَهُمْ… (يكربِجُوا البحرَ كِرباج). تستعرُ أُسطورةُ (الخضرِ) في اللاشعورِ الجمعيّ؛ وتنهضُ موجهةً سلوكياتِ (أهل أبين) نحو نسق من العلاقات الاجتماعية المتينة، الخصبة وجدانيًا. (أهلُ أبينَ أرقُّ وألْيَنُ) منذ (جمهورية دُثينةَ) وجيلِ …
أكمل القراءة »في الطريق إلى مكة (2)/بقلم:عبد يونس لافي
واصلنا المسيرَ نريدُ مكَّة، لكنْ توقَّفنا في مكانٍ له من التأريخ شأنٌ، فنَزلنا عنده، إنَّه موقعُ بدر. عند مدخَلهِ، رأيتُ نُصْبًا، وقد خُطَّتْ عليه أسماءُ الشُّهداءْ، إنهم شهداءُ الغزوةِ الكُبرى. ثم عرَّجْنا على أرضِ المعركة، وقد أُحيطتْ كما رأيناها بسور. في ذلك الميدان، لاحظتُ بقعةً منخفِضة، فقيل لي: إنَّها القُلَيْبُ (كما يُظَنُّ)، مدفنُ قتلى المشركين. لقد شعرتُ بالرَّهبةِ وانا أحَدِّقُ …
أكمل القراءة »في البَقيع/ بقلم:عبد يونس لافي
هو آخِرُ يومٍ في جوارِ المصطفى، أتُراني أغادرُ دون إلقاءِ السلام؟ فان كنت قد عجزتُ في حضرتهِ عن الكلام، فلي في صَفْحِ الكرامِ أملْ، وهو المأمولٌ بالصَّفحِ إذا (عبدٌ) سألْ. سلامٌ عليك، عِرفانًا بهديِكَ، وتأكيدًا لحبِّكْ. أدخلُ الروضةَ….. تُرافِقُني دموعٌ أهْرَقْتُها حارقة، وتسابقُني شَهَقاتٌ كانت خانقة، بثثْتُها من الصدرِ حرّى، يدفعُ بعضُها بعضا، من ذلك الخزينِ المدفونِ بين الضُّلوع! غادرتُ …
أكمل القراءة »وِقْفَةٌ عند مشارفِ الخندق/بقلم:عبد يونس لافي
ها أنَذا في شَمالِ المدينةِ المنورةِ، ومحيطُ آثارِ الخندقِ أمامي. أقفُ فأسترجِعُ ما قرأتُ عن تلكُمُ الآلافِ الزاحفةِ صوبَ المدينةِ تريدُ دَكَّها، وقد فاقت جميع سُكّان المدينةِ، صغاراً وكباراً، إناثاً وذكورا . اسْتَحْضَرْتُ رسولَ اللهِ، يعقدُ اجْتماعًا عسكريًّا غيرَعاديٍّ في ساحةِ الميدان، يستمعُ الى جُندهِ، يستشيرُهم في التخطيط لمُلاقاةِ الأحزابِ من قريش وحلفاءها، ممَّن حرَّضهم يهودُ بني النضير، مضافًا إليهم …
أكمل القراءة »في مسجدِ قُباء/بقلم:عبد يونس لافي
أن تكونَ في المدينةِ المُنوَّرة، ولا تزورُ مسجدَ قُباء، فتلك، لَعَمْري، خسارة. ولأنّي لا اريدُ أنْ أخسرَ، وسَعْيي في مناكب المدينة، كان لِتنْقية القلب، وإنعاشِ الروحِ، يمَّمْتُ وجهي شَطْرَ قُباء. هو اولُ مسجدٍ بُنِيَ في الاسلام، جنوبَ غربي المدينة. وضَعَ حجرَهُ الأساسُ، وخطَّطَ له نبيُّنا الكريم، عندما دخل المدينةَ مُهاجرًا من مكةَ، لِما لبناءِ المسجدِ من أثرٍ في بناءِ …
أكمل القراءة »