القمر يراقص النجوم
اللّيل يستشيط غيرةً والسّماء تهطل مطراً من حبّ
همسةٌ تباغتُ السّكون
أناملٌ تعزف موزارت الحنين
رمشةَ عينٍ تحيك من البياض فستاناً من حياة
ستائرٌ رماديّةٌ خضراء ملساء
تتطاير و تغطّي زوايا النوم
كلّ شيءٍ بدى هادئاً مُتلهِّفاً
الكتب تتمتم بأغنيات الاشتياق
هنا على المقعد العتيق يعانقان صوت الطفل فيهما وحيدَين ..
يلتفُّ المِعصم بين اليدين
تحدّق العيون
تصمتُ الشفاه
وتتعانق المسافة حتّى تضمحلُّ الدّروب ..
هناك حيث لا هواء سوى أنفاس عاشقين من الغياب تائبَين ،
هناك حيث لا وقت لمراوغة القدر
الضّوء الخافت يراقب الظّلام ويخشى الخمود ..
الصّورة القديمة على الحائط مغمضة العينين
والمزهريّة تتسلّق عطرها لتنثر في زوايا الغرفة عناقيد الياسمين ..
صمتٌ ،،
ثمّ همسٌ ،
ثمّ عناقٌ طويل …!
البراءة تبتسم من بعيد
العِّفة جليسة التفاصيل
وحدث ما أتقن الوهم تمثيله على مرِّ السنين ..
لطوال الوقت كانت الشّمعة تناظر ابتسامتهما العفويّة
تذوب خجلاً وتذوب
تتآكل صمتاً وتتمنّى أن يلتقي ثانيةً الشتيتين
تمنّتْ لو أنّ الدُّبلة تصبح قيداً ليديهما المشتاقتين ..
تصبَّبَ الحائط عرقاً
والأنفاس المرتعشة تحترق دون الاقتراب في لهيبين ..
الساعة تركض خلف عقاربها محاولةً إيقاف الوقت ..
العقارب تنهش مسامها
والدّقيقة الواحدة بعد الثّانية عشرة تلسع الموعد وترديه في صفوف المقتولين ..
كلّه بدى متعباً
السقف خَرَّ سُجّداً لرب السماء والعالمين
” ربااه أما تشفق على عاشقَين
فيهما من لوعة الهوى ما يكفي لعمرين !! “
حلّقا حيث الغيوم
هطلا مطراً من حنين
و لم يحدث اللقاء إلا في أوج الحالمين ..
هو طهر الحبّ يلوّن به شفاه الحلم دون قبلة شغفٍ تروي ظمأ المشتاقين
هو الحبّ وأحلام حبيبين اثنين …..!