إلى متى ؟!/بقلم:ريم محمد درويش

من وحل المشاكل ترعرعت وتربيت…
بلغت سن الرابعة عشرة وكلي تشوهات، زرعوا فيّ شخصية متشوهة متزعزعة، طفلٌ يخاف من ظلهِ، يرعبه أي صوت عالٍ، لا يستطيع مواجهة حياتهِ بمفرده.
في الصباح والمساء يصرخون بأصواتٍ عالية، غير مباليين بي وكيف تصرفاتهم تلك ستُؤثر عليّ في المستقبل،
جاءت توبخني لماذا لا أهتم بدروسي؟! ولماذا أجلس في المدرسة صامتًا ولا أتجاوب مع أي شخص آخر.
فجاء بعدها أبي ليضربني لأن أحدهم قد اشتكى بي إليه.
وكالعادة بدت أصواتهم تتعالى وأنا في الوسط أشهد ذلك الانهيار الأُسري.
هما السبب، لا يعلمان بأنني أصبحت هكذا بسببهم.
فصرخت بأعلى صوتي كبركان ثائر انفجر بسبب تراكمات أهله:
إلى متى وستظلون هكذا؟!
إلى متى ستتجاهلون وجودي بينكما وعدم مراعاتي؟!
ألن تنتهي المشاكل بينكم؟! ألن تتفرغان لي.
لا تحملوني الذنب أنا صنيعة أفعالكم، كنت أتمنى رؤيتكم ولو لليلة واحدة وأنتم في أتم السعادة كنت أتمنى أن نعيش كأسرة تحويها الحب والحنان، كنت أتمنى أن أكون شخصًا سويّ بين أصدقائي.
أرجوكم لا تعاقبونني أنا أعتذر ولكن هل ستعتذرون مني عما سببتموه لي؟! هل ستكونون الأسرة التي تمنيتها طوال حياتي وتكفون عن الصراخ على الأقل أمامي؟
ألا يحين الوقت لنكون مع بعضنا وتعززون من ثقتي؟!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!