أبْحَرَتْ مُقْلَةُ الزَّمانِ/بقلم:هائل الصرمي

أبْحَرَتْ مُقْلَةُ الزَّمانِ بِشِـعـــري
فَرَأَتْهُ جَدَاوِلًا وَبِـــحـــورًا

وَاسْتَقَى الدَّهْرُ مِنْ فَمِي شَذَرَاتٍ
بَعَثَتْ فِــيــهِ بَسْمَةً وَسُرُورًا

لَمْ تَجِدْ ظُلْمَةُ اللَّيَالــي مَكَانًا
فَجْرُ نَفْسِي أَحَالَ دَهْرِي دُهُورًا

وَارْتَمَى الْحُسْنُ فِي الْعُيُونِ وَأَوْمَى
لِلْأَمَانِـــــــــي بِأَنْ تُفِيضَ حُبُورًا

لَسْتُ وَحْدِي بِسَاحَةِ الْحَرْفِ بَدْرًا
انْظُرُوا كَيْفَ يُورِقُ الْحَرْفُ نُورًا

لَسْتُ يَأْسًا وَإِنْ نَظَمْتُ دُمُوعًا
إِنَّمَا تَشرحُ الدُّمُوعُ الصُّدورا

أَرْتُقُ الْفَــنَّ شَاهِقًا بِالْمَعَانِي
وَالْمَـــعَانِــــي تُفِيضُ فَنًا غَزِيرًا

وَسَـطٌ بَيْنَ مَفْرِقِ الْفَجْرِ أَشْدُو
لَا غُمُوضًا يُعْيِي النُّهَى أَوْ سُفُورًا

مَرْكَبِي الصُّورَةُ الْجَمِيلـَةُ فِيهِ
وَهِيَ تَسْبِي عَذُوبَةً وَحُضُورًا

أَنَــا مَجْدٌ قَصِيدَتِي مِنْ ضِيَاءٍ
أَلْبَسُ الْأَرْضَ وَالسَّمَاءَ شُعُورًا

بَيْنَ يَاءٍ وَهَمْــــــزَةٍ أَتَجَلَّى
بِضِيــاءِ الشُّعُورِ أُحْيِي الْعُصُورَا

كُلَّمَا أَجْهَدَ الظَّلَامُ دُرُوبِــــــــــي
فَجَّــــــــرَ الْحُبُّ فِي عُيُونِي مَسِيرًا

كَمْ صَعِدْتُ الْإِبَاءَ فَجْرًا أُغَنِّي
أُبَــدِّلُ الشَّوْكَ فِي النُّفُوسِ زُهُورًا

كَمْ خَــــــزَنْتُ الْبِحَارَ بَيْنَ عُيُونِي
مَوْجَ حُبٍّ أُذِيبُ فِيهِ الصُّخُــــورَا

وَالْـــفَــــــرَاتُ الَّذِي تَسَرْبَلَ ضَيْمًا
مُجْهِدَ الْخَطْوِ يَسْتَحِثُّ الْغَيُورَا

كَيْفَ لَا يُشْرِقُ الْيَرَاعُ بَلِـــــــيــلٍ
مُدْلَهِـــــــمٍّ لِكَيْ يُرْدِي الشُّرُورَا

أَيُّهَـــــــــا الْقَارِئُونَ نَبْضَ فُؤَادِي
جَفِّفُـــوا الدَّمْعَ وَاسْتَحِثُّوا الصَّبُورَا

بَحْرُ شِعْرِي أَمْضَى مِنَ الرِّيحِ رَكْضًا
وَهَــــدِيرًا إِذَا انْبَرَى وَسُعَيْـــرًا

وَهُوَ طِفْلٌ وَبَسْمَــــــــةٌ وَحَنَــــانٌ
قَلْبُ أُمٍّ تُفِيضُ حُبًا كَــــــبِــــيرًا

رَاحَ كَــــــالْفَجْرِ حِينَ يُهِمِي ضِيَاءً
يُغْمِرُ الْكــــــوْنَ جَنَّةً وَحَرِيرًا

رَكِبَ اللَّيْلَ كَيْ يُقَــــبِّلَ ثَــغـــــرًا
فِي الْمَعــَالِي وَيَسْتَجِيشَ الضَّمِيرَا

هَا هُوَ الصَّبْرُ يَسْتَطِيلُ شَمُوخًا
وَأَسَــــــى الْقَلْبِ يَسْتَحِيلُ عَبِيرَا

خَلَـــدَ الدَّهْرُ قُبْلَةً مِنْ رُؤَانَا
فَــجَّرَتْ فِي الْوُجُودِ سِحْرًا نَضِيرَا

عَزَفَتْ مِنْ رُؤَى الْغُيُومِ غُيُوثًا
وَشَدَتْ فِي الرُّبَى طُيُوبًا وَنُورًا

فَخَرِيرُ الضِّيَاءِ يَذْرِفُ وَحْيًا
وَحَنِينُ الْفُؤَادِ فَــــاحَ عُطُورَا

نَطَقَ الْكَوْنُ بَعْدَ صَمْتٍ وَأَضْحَى
فَــــــي مَحَارِيبِ أَحْرُفِي مَخْمُورَا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!