أفراسُ المساءِ
وفارسٍ أدمنَ البوادي ضليلا
أمسى في مراح الحبِ منهكا قتيلا
حامَ في الأنواح لا يبغي الرجاءَ
صَعدَ النوافرَ والشقاءُ يُهْجِعُ الفتيلا
وقناديلُ العشق تسأمُ النـومَ
إنَّ في بُعادِكِ إحتجبَ القمرُ ذليلا
أنتِ بالخباءِ لا تهادني الخوفَ
المضجعُ يرسلُ بالأعماق التهويلا
إنكِ في نَضْرةِ تفَتـُّح الأعمار
حياتُكِ لا تقبلُ في العشيرة التأويلا
من يتصابى في مسكِ الزمام
لا يقدرُ أن يَحـِنَّ له الجَفنُ ميلا
تسمّرَ كِحْلُ الأعين في السَمَار
والليلُ عن السُمرة لم يَحدِ الوبيلا
وخُطى الخيل لم تهادنْ السكونَ
وصهيلٌ من الأنفاثِ يندَه الكَحيلا
بالله عليكَ يا صانعَ الأهوان
صَعُبَ الأمرُ وقد غفا الأصيلا
وما نفعُ الدُّنى إن قفُلَ رداءُ
الأملِ وقطعَ في الأنواحِ الدغيلا
أدمعتْ الأعيُن ويحٌ للأوتاد
إنْ خيَّمتْ تقطعُ بالصدر النَهيلا
وضرامُ العيدانِ تقِدُّ والمرقِدُ
يلمعُ كالذهب من الوهج شَعيلا
وعاشقٍ يرنو الموقعَ وحبيبتُهُ
تَرمِقُ الضياءَ والقلبُ يخفقُ عليلا
الشاعر جو أبي الحسِن