غَدَوْتُ أرى طُوفـــــانَ هَذْرِ كلامِهِــــــــــمْ
ورَجْعَ نعيب القـــولِ فـــــوقَ المنــــــــــابِرِ
وفي بعضِ شِعْرِ القِــــوْمِ عارٌ لأهْلِــــــــــهِ
ويَلحَقُهُــــــمْ بالـــــــــــذُّلِّ حتَّى المقـــابِرِ
يقولــــــون لي: أنْتَ الـمُقِـــــــلُّ بِشِعْرهِ !
ولو رُمْتُ إكثــــاراً لجفّـــــَتْ محــــــــابِري
وما عَلِموا أنَّ القصيـــــــدةَ شـــــــاطِئي
وما يَجْهَلُ البَحَّــــــــــارَ غيرُ البـَــــــــواحِرِ
فمـــــا زِلْتُ أُخْليهـــا جوامحَ لـــــم تَهَبْ
ومـا خَضَعَتْ يومــــــــاً لإمْـــــــرَةِ آمِــــــرِ
ولو رُمْتُها حرْبــــأً نَزَعْـــتُ عِنانهــــــــــا
لتَفْعَلَ في الأرضين فِعْـــلَ الحـــــوافـــِرِ
أُدَمْدِمُها حَرْبــــــاً ضَروســـاً صُدورُهـــــا
وأعْجازُهــــــــا قــــد أومَضَتْ بالبشــائِرِ
فاُرْسِلُهـــا حيناً قَطَعْــــــتُ قِرابَهــــــــــا
وأجْعُلُهـــــا حينـــــاً كَكُحْــــــلِ النَّواظِـرِ
وإنْ هَجَّرَتْ صيفــــاً نَفَحْتُـكَ بَرْدَهـــــــا
وفي القَرِّ أُذكيهـــــا كَلَفْــــح الهــــواجِرِ
ولو شِئْتُ إشْعــــالَ الَّليــالي لأشْرَقَتْ
بقــــــولٍ لـه تبْيَضُّ ســودُ الدَّيـــاجِــــرِ
ولــــو رُمْتُ إغْــواء الرِّئـــام تراقصــــتْ
على بوح نايـاتي وهمس خـواطـــري
فـــإنْ نَثَرَ النُّظَّــــــامُ شِبْهَ قصــــــــائدٍ
فـــــإنِّي سأُزجيها كعِقْـــد الجـــــواهِـرِ
وآوي إلى طــود القريض مفــــاخـــــراً
بمـــــا بثَّـــهُ قلبي وزانَ دفــــــاتــــري
فلا كُلُّ مَنْ أبدى المـــــــوَدَّةَ صـــــادقٌ
ولا كُلُّ من صَــفَّ الكـــلامَ بشــــــاعِـرِ
صيام المواجدة