أَشْوَاقٌ دِمَشْقِيّة/بقلم:محمد الجعمي (عدن – اليمن)

عَادَتْ بِرَجْعِ الصَّدَى يَاشَامُ أشْجَانُ
وَشَعَّ مِنْ ألَقِ التَّارِيخِ عُنْوَانُ

يُدَنْدِنُ الليلُ وَ الأنسامُ بَارِدَةٌ
وَللأحَادِيثِ أشْوَاقٌ وَألحَانُ

كمْ شَاعِرٍ فيْكِ أهْدَى الليلَ أغْنَيَةً
وبَاحَ بالعِشْقِ وَ الأشْوَاقِ هَيْمَانُ

يظَلُّ يَسْألُ هَلْ مَرَّ الغَمَامُ على
دِمَشْقَ أوْ طَافَ بالفَيحَاءِ نيْسَانُ

الشّعرُ عِطْرُ حبَيْبٍ غَابَ مِنْ زَمَنٍ
وَلَمْ تَغبْ لوعةٌ يوما وَتَحْناَنُ

فلا الزّمان الذي وَلَّى سَيُرْجِعُهُ
وَلا اعْتَرَاهُ مَعَ الأيّامِ نِسْيَانُ

متَى يَعَوْدُ زَمَانُ الوَصْلِ يَا بَرَدَىْ
فما ارْتَوَى بَعْد طُوْلِ البينِ ظمآنُ

فَقدْ تَبَاعَدَتْ الاسْفَارُ وَانْكَسَرَتْ
أحلامُنا وانْحَنَتْ بالقَهْرِ أوْطَانُ

ناديتُ ياشامُ وَالأيّامُ مقفرةٌ
وَالحربُ تَعصِفُ والتّارِيخُ وَسْنَانُ

لعلَّ بَعْضَ الذي أرجوهُ يُسعِفُنِي
بهِ القَرِيضُ إذا مَا عَزَّ تِبيَانُ

سَلْ كَيفَ تَسلو مِنَ الأوجاعِ شَاميةٌ
وكيفَ يَنْفَعُ بَعدَ السُّقْمِ سُلْوَانُ

وكيفَ يَنسَى حَمَامُ الرُّوحِ رِفقَتَهُ
وَقَدْ نَأتْ في بِلادِ اللهِ خلاَّنُ

لقد بَعَثْتَ الأسى يا طَيفُ أزْمِنَةٍ
زَهَتْ بِهَا العُرْبُ وَالتَّارِيخُ نَشْوَانُ

لولا دِمَشْقُ لمَا لاحَتْ مرفرفةً
راياتُنا وَاحتَفَتْ بالنّوْرِ بُلْدانُ

دِمَشْقُ مِنْ رَوْعَةِ الأزمَانِ شَاهِدَةٌ
فكيفَ يَجهَلُ بالتَّارِيخِ إنسَانُ

وكلّمَا أنَّ يا بغدادُ مِنْ وَجَعٍ
نهرٌ وضَجّتْ مِنَ الآهَاتِ خِلجَانُ

بَعَثْتُ للقدسِ بالأسْحَارِ مرثيةً
وَرحتُ أسْأَلُ هلْ في الشّامِ مروَانُ

فَمَا أعَادَ صَدَى الأشْعَارِ مِئْذَنَةً
وَلا امْتَطَى صَهْوَةَ الأمْجَادِ فُرسَانُ

للجهلِ في وَطَنِ الإيمَانِ أَلْوِيَةٌ
وَللحَمَاقَاتِ أحْزَابٌ وَ طُغْيَانُ

هُنَا المُوَاعِيدُ مَا زَالتْ مُؤَجّلَةً
“وَنَحنُ في الجُرحِ والآلآمِ إخوَانُ ”

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!