أفتشُ في المدينةٍ عن كياني
أراني واقفا بل لا أراني
وأمشي لست أدري ما طريقي
يسابقُ خطوني وهم الدخان
أرشُ على الدروب فتات شعري
عساني الحظ البشرى عساني
أحاول رغم يأسي أن أغني
يعود الصوت مجروح الأماني
تجاعيد البيوت فًجعن روحي
وفصل الموت يرتشف الثواني
تهبُ الريح لا تدري مداها
فتحمل في صحائفها المعاني
عويل الدهر صوت من تلال
يعانق في رحى جفنيه فان
يمر الموت في عجل أمامي
فأدخل في زوابعه أعاني
وألحظ في مدى كفيه بعثي
تُرى في الموت بعث لو أتاني
أنا ما زلتن منتصرا لنفسي
ورغم البؤس أمضي في زماني
الملم رماد الحي ذكرى
كطفل راح يعبث في الجمان
هذا كانت مدينتنا تغني
نشيد العشق مجنون البيان
كان الأمس لم يبرح ثراها
كأن الشمس من نور الحسان
وبعض جميلها الأحلام يمضي
وبين الهدم معقود اللسان
يغرغر في هنيهات ويبكي
يئن الكون من رجع الكمان
بفتش في سراديب المباني
يفتش عن بقايا للأماني
عن الأطفال كانوا ذات يوم
وصار الآن من رسم المكان
على مر البيوت أرى أناسي
يمزق بعضها سيف الهوان
يراودني الشجون بكل وجه
يطوف على الهياكل لايراني
ويضنيني ويذبحني هلاك
ويقذفني ويقعدني مكاني
ويتركني لاندب كل باب
ووحي الشعر مطلوق العنان
سأبكيها الديار بجل فني
والتحف السماء مدى بياني
وأعتصر البحور لحون شعري
لأرفع في المدينة صولجاني
وأبرق للتراب فمنه أحيا
رمى الموت البيوت وما رماني
شعر: الشاعر محمد طكو / سوريا