بيني و بين الشام/بقلم:محمد الدمشقي

بيني و بينك لهفةٌ تتجدَّدُ
ومشاعرٌ آهاتُها لا تبردُ

ومواجعٌ لم تنطفئْ نيرانها
ظلَّتْ بمحرابِ الهوى تتعبَّدُ

مهما علينا البينُ صبَّ شجونه
سيضمُّنا ذاتَ اشتياقٍ موعدُ

فإليك تبحرُ دمعتي دفَّاقةً
وعلى ترابكِ نبضُ قلبي يسجدُ

يا شامُ عشقُكِ في فؤادي لم يزل
طفلاً بحبِّكِ كلَّ يومٍ يولدُ

يمضي إلى أحلامه متبسِّماً
رغمَ الجراحِ وفي ملامحه غدُ

بيني وبينك صرخةٌ مكبوتةٌ
وصدى أنينٍ في المدى يتمدَّدُ

وغيومُ صمتٍ لا يشقُّ ضبابُها
ووشاحُ أحزانٍ عصيٌّ أسودُ

جرحٌ عميقٌ لا قرارَ لنزفهِ
ولهيبُ جمرٍ في الحشا يتوقَّدُ

ما بيننا أسرارُ بحرٍ قهرهُ
لا يستكينُ وملحُه لا يرقدُ

تلقي عليه الرِّيحُ كلَّ نحيبَها
فكأنَّما أمواجُهُ تتنهَّدُ

ونحيبُ برٍّ أحرقتْ أزهارُه
فالدرب أقفر و الأحبَّةُ أبعِدوا

فتمزَّقتْ أوصالُه و تقطَّعتْ
أوداجُه والموتُ فيه السيِّدُ

لكنه يأبى انفصاماً عن سمائكِ يا شآمُ لذا بحبِّكِ يصمدُ

بيني وبينك في الهموم شراكةٌ
بيني و بينك في الشجون توحُّدُ

تبكين… أسقيكِ اشتياقي كلَّهُ
تتبسَّمين… فأنتشي وأغرِّدُ

ونصارعُ الآلامَ إن عصفتْ معاً
ومعاً أناشيدَ الحنينِ نردِّدُ

ونراقصُ الحلمَ الذي لم يحترقْ
فالحبُّ لا يفنى و لا يتبدَّدُ

والأمنياتُ تعود من نسيانها
والياسمينُ على النوى يتمرَّدُ

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!