دعنا نحلّقُ في مَدانا الأبعدِ
ونعيدُ ترسيمَ الخيالِ: حدودِهِ
وفصولِهِ
ونثيرُ بركانَ الغواياتِ التي
لم تُحصَدِ
فيكونُ فصلٌ للعيونِ لِتبذرَ الأشواقَ في
حقلنا المتصرّدِ
في كلّ سنبلةٍ لهُ
مئةٌ بنا من جمرِهِ المتولّدِ
فنحسُّ أمواجَ الغوايةِ أزهرتْ
نَدّاً ترنّحَ مُسكِراً
وانداح منها فوق أطرافِ اليدِ
فتحسّستْ عينايَ فتنةَ ليلَكٍ
تدعوهما
من فوقِ ثوبٍ أسودِ
اللهُ لامرأةٍ تجلّتْ نصفُها
شِعرٌ ونصفٌ للأنوثةِ لم يزلْ
يُرقَى إليهِ كمَعبَدِ
ويليهِ فصلٌ
يَنضُجُ الكرزُ المشاغبُ في الشفاهْ
ويُشاكسُ القلبَ الظميَّ دعاءُ أحمرِه
إذا ما ذابَ في الأمداء آهْ
فكأنّ ذا وقتُ الحصادِ فهيئ المضمارَ
ولتحفَظْ مواسمَهُ …فَواصِلَ طقسهِ
فلكلِّ فاصلةٍ مَقامٌ إنْ تُجِدْ أحوالَهْ
يُسلمْكَ فِيهِ بَياتُهُ
إذ ذبْتَ فيهِ إلى صَباهْ