تَعالَي لأُخْبِرَكِ/ بقلم: حسين محمد (سوريا)

تَعالَي لأُخْبِرَكِ
كَيْفَ يُبْدِعُ الشَّاعِرُ
فِي لَحْظَةِ الأَلَمِ

تَعالَي لأُخْبِرَكِ
كَيْفَ تُولَدُ القَصِيدَةُ
بِلا أُمٍّ وَلَا رَحِمِ

تَعالَي لأُخْبِرَكِ
أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ لَدَيَّ
فَرْقٌ بَيْنَ
خُصُوبَةِ الحَرْفِ وَالعُقْمِ

وَأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ لَدَيَّ
وَقْتٌ أَوْ لَحْظَةٌ
أُعِيرُهَا إِلَى النَّدَمِ

أَسْتِلُّ مِنْ أَضْلَاعِي قَلَمَاً
إِنْ غَابَ قَلَمِي
أَقْطَعُ شِرْيَانِي
إِنْ جَفَّ حِبْرِي
وَأَسْتَمِدُّ الحِبْرَ مِنْ دَمِي

وَأَكْتُبُ حَرْفَاً
يَحَارُ فِيهِ قَارِئِي
كَعَرَبِيٍّ وَحِيدٍ
بَيْنَ آلَافٍ مِنَ العَجَمِ

وَأُنْطِقُ الحُرُوفَ
بِكُلِّ فَصَاحَةٍ
وَكَأَنَّهَا تَحَرَّرَتْ
بَعْدَ سِنِينَ مِنَ البُكْمِ وَالصَّمَمِ

وَيَرْقُصُ شَيَاطِينُ شِعْرِي
فَلَاسِفَةٌ لِتَرَدِّي حَالَتِي
هَدَمْتُ أَرْكَانَ سَعَادَتِي
كَمَا عَادٍ وَإِرَمِ

اِعْزِفْ يَا حُزْنُ لَحْنَكَ
كَيْ يَنْتَشِي جُرْحِي
وَيَخْرُجَ مَارِدُ المَأْسَاةِ
لَا مِنَ المِصْبَاحِ
بَلْ مِنَ العَدَمِ

وَحُمَّ يَا غُرَابَ البَيْنِ
مَعَ بُومٍ
غَدَوْتُ إِبْرَاهِيمَاً
وَمُؤَجِّجِي نَارِي
أَهْلِي وَقَوْمِي

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!