مالي وللشّعر ينساني وأنساهُ
ويرقصُ الحرفُ في كفّي فأخشاهُ
ما كنتُ للشِّعر يوماً خائناً أبداً
والطَّيرُ يشهدُ كم بالحُبِّ غنَّاهُ
وﻻ كسرتُ سهامَ الوجد عن عمدٍ
والشِّعرُ يعشقُ من بالرُّوحِ يلقاهُ
وﻻ صحوتُ بدون الضَّاد أعشقُها
والضَّادُ تمنحني ما كنتُ أهواهُ
وأنثرُ الدُّرَّ بين النَّاسِ مكرمةً
والحُرُّ يعشقُ من يبغونَ لُقياهُ
وأجملُ الشِّعر ما يأتي بلا كلفٍ
وأجملُ الحُبِّ من بالعقل نهواهُ
وفرحةُ المرء ﻻ تأتي بلا جهدٍ
ودمعةُ العين للمحزون مأواهُ
لي فيكَ يا شعرُ أبياتٌ أردِّدُها
فيضاً من الحُبِّ بين الخلقِ مسعاهُ
وأجملُ الحرفِ ما يأتي على مَهَلٍ
وأجملُ الوصلِ من بالوصلِ نرعاهُ
عهدُ المحبَّةِ في الأشعارِ مسكنةٌ
وأجملُ الحُبِّ ما تُضنيكَ شكواهُ
وأجملُ الشِّعرِ حين الشَّوقُ يُلهبُهُ
حتَّى تُغنِّي على مُضناهُ ذكراهُ
ﻻ تحسبوا الشِّعرَ أوزاناً نُردِّدُها
لكـنَّـما هو وحيٌ مــــا عرفناهُ
كم بالحروفِ وكم بالشِّعرِ من لُغةٍ
وليسَ يُدركُ سرَّ الحرفِ من شاهوا
كم بالحروفِ وكم بالشِّعرِ من شَجَنٍ
فليسَ للـــمرءِ فيهِ ما ترجَّــــــاهُ
وآيةُ العلمِ فيهِ أنَّــــــهُ نغمٌ
وآيةُ السِّحرِ فيهِ ما جهلناهُ
الشِّعرُ يعرِفُ من بالحُبِّ يكتُبُهُ
وراهبُ الشِّعرِ صارَ الشِّعرُ موﻻهُ
وراهبُ الشِّعرِ ﻻ يبغي بهِ بدﻻ
يكفيهِ بيتٌ من الأوزانِ يحياهُ
الشِّعرُ يسكُنُ مَن بالنُّورِ مسكنُهُ
والعاشقونَ وإن شطُّوا رعايـــاهُ
الشّاعر: ناصر رمضان عبد الحميد/ مصر