هل الأيام تقتل كل فرح
أم الدنيا شقاء بازدحام
أناجي الريح لا دربا أراه
وأبحر في محيط الانعدام
أنا المكلوم من فعل المنايا
وجرحي فيه ملح الانهدام
أتوه بعالم الأحزان حينا
وأصحو فوق نزف الانقسام
فأيامي سنين في لظاها
فتكويني بنار الانتقام
بحور الشعر قد أضحت يباسا
وأثقل حزننا صدر الأنام
فكبر اربعا والناس ثكلى
وما سجدوا لتكبير الإمام
حداد مقفر لا رجع فيه
ونسقيه دمع الانهزام
ألا يا موت هل للوصل درب
ليشفى الجرح مع جبر العظام
فبعد الفقد كيف أعيش يومي
وما بسفينتي غير الحطام
سيوف الحزن في صدري استقرت
وما عادت تهادن للسلام
تمزقني رياح الشوق جهرا
وسعدي بات مني في خصام
فجئت أقبل القبر احتراقا
أسير مكبرا نحو الإمام
وأصرخ يا أبي هلا تجبني
ألا بالله كف عن الصيام
فبسمتكم ونقشها فوق قلبي
تذوبني بنار الالتهام
دعاؤك كان في دربي حياة
كنور ساطع وسط الظلام
وسيرتكم ستخلد في خصال
كريح مسك خمض بالخزام
على الذكرى وأقسم سوف أبقى
رهين الحب سعيا للهيام
فأدعو الله بالرحمات فيضا
لكم يا والدي حد الختام
شعر : الشاعر حسين الترك