لا تهادنْ/بقلم : فخر العزب(اليمن)

إذا ضاقت عليك فلا تهادنْ
وثر كالنار في كل الأماكنْ
وقرر أن تحطم كل قيدٍ
بزلزلةٍ تهز الأرض لكنْ
تسلح بالنباهةِ في طريقٍ
تعج به المكائد والكمائنْ
وكن حذراً فقد يأتي الأعادي
أحباءً ويأتي الصحب خائنْ
وقد ترى من تظن به شجاعاً
يجيء إليك مرعوباً وواهنْ
وقد ترى من تظن به خصيماً
يحن عليك إذ يمضي يعاونْ
وقد ترى من تظن به هلاكاً
يجيء برغم ما بالخوف آمنْ
ولا يغتر أهل العقل يوماً
بمن سمعوه يصدح بالمآذنْ
فقد يبدو الفؤاد على صلاحٍ
وكل الشر في جنبيه كامنْ
وقد تبدو اللحى في وجه إنسٍ
يسبِّح للإله بقلب كاهنْ
فإن تجارب الإنسان درسٌ
وإن الناس في الدنيا معادنْ
هي الأحكام نطلقها جزافاً
ونجهل ما تجيش به البواطنْ
فلا يغررك قولٌ يأتي عذباً
ولا تغررك في الحُسن المفاتنْ
*
هي الأيام مدرسةٌ لعقلٍ
لبيبٍ والمقارن بالقرائنْ
فهل يمسي الفؤاد على جمالٍ
ولم يسبح على سفحِ الجنائنْ؟
وكيف سيدعي طهراً نقياً
بغيٌ وهو بالنزوات ماجنْ؟
وأين يلوح نور الضوء إلا
على وجهٍ كما الظلماتِ داكنْ؟
وأنى يرتوي الظمآن يوماً
إذا ما الماء في الفلوات آجنْ؟
فكن سمحاً وطب نفساً لتحيا
بلا حقدٍ خبيثٍ أو ضغائنْ
وعش بالحب والإيثار حتى
تعيش وأنت للأرواح حاضنْ
ولا تأمل بعمرك أن يماهي
خلوداً في سني الدهر ساكنْ
فإن العمر أقصر من خيالٍ
ندور به على دور المدائنْ

فخر