ماظنّكم بالإنسان إنْ ضعفا؟
أمسى خَبالا مستجلبا قرفا
أضحى خفيفا لاعقل يُثقلُه
لاهٍ بحمقٍ عن مجده انصرفا
عادات خبثٍ تشرّبت دمه
وليس ينجو مع الأذى ائتلفا
هدّار وقتٍ معتاد أنديةٍ
باللهو حُفّت ببهوها اعتكفا
عبّاد تيهٍ يحيا بداخله
وحشٌ نهومٌ لفُحشه اقترفا
يبدو شغوفا بالجنس منشغلا
صبحا ويمسي بالرجس ملتحفا
الحب ماالحب في عقائدهم؟
إلا انتفاعٌ مشيطنٌ وكفى
فتلك تبغي الأضواءَ بارقةً
وذاك يبغي إيقاعها شرفا
لا هوْ نديمٌ لا قلبها ثملٌ
زيفُ انفعالٍ بحوضه نَزَفا
أضحت سواقي الإلهام مترعة
بالفسق حبر الأوغاد لا الشُرفا!!
إبليس وحيٌ لكلِّ منحرفٍ
قد بات أقوى من حوله الحُلَفا
كأنّه نارٌ أُطعمت سعفاً
أضحى مهولا للعين منكشفا
صارت إليه الأنظار شاخصةً
تقفو حبيبا بالتيه متصفا
بتم سجودا أمام هيبته
كأنه من إذلاله انتصفا!!
عاهدت قلبي أنْ لا أصيّره
قِنا ذليلا مستوجبا تلفا
فلستُ أعتاد مايحقّره
حسبي سلوك الأبطال لا الضعفا
ينساب دمعي والكون محترقٌ
بردا سلاما لاحزنَ لا أسفا
فحسب قلبي نقاء حامله
لا نار تضني من ارتقى شرفا …