من فوق بقعة الدم الدم الممتدة
راح نبات يطل برأسه …. سنوات كثيرة وثقيلة تساقطت فتحول المكان إلى غابة كبيرة ومرتعا للصيادين والحطابين ..
– بمزيد من قطع الحطب يلقم الثري مدفأة الرخام ..
– لهذا الحطب رائحة كريهة وغريبة ، شيئا ما ، ولكنه في النهاية حطب جيد ، قال لنفسه قبل أن يعود للاسترخاء في مقعده وتناول المزيد من الكستناء والنبيذ الأحمر … الطائر الجميل في القفص داهمته رائحة الحطب التي يعرفها تماما فبدأ يسكب لحنا حزينا … العاهر التي غفت ايقظها سعال الثري فقامت تتحسس جسدها العاري .
أشعر بشيء من البرد .. قالت وتوجهت إلى المدفأة ، ألقمتها المزيد من الحطب الذي ذكرها للحظات بأصل أبيها الحطاب ..
تتوهج النار بعنف ، فيحول البرد الدفء برود العاهر إلى نشوة دفعتها للنهوض والترنح في أرجاء الصالة بما يشبه الرقص .
تتوقف فجأة … يهيء لها النبيذ أن المدفأة قد كبرت ، كبرت كثيرا وأن بداخلها وحش من نار يمد أذرعه الطويلة ، يحاول الإمساك بها وابتلاعها … تشهق فزعا وتسقط من يدها الكأس ، تتشظى تاركة للنبيذ أن ينثر احمراره من حولها وعلى ساقيها .. المدفأة .. المدفأة .. تصرخ بتلعثم ، يسرع الثري نحوها ، يتصلب هو الاخر بجانبها خلف نافذة القصر الواسعة غير آبه بشظايا الكأس التي غرست أنيابها في قدميه لتكمل لوحتها الحمراء …تستمر العاهر في هذيانها : المدفأة … المدفأة .
– يصرخ هو بهلع : إنها الغابة من حولنا تحترق ..
من فوق بقعة الرماد شديدة السواد والاتساع راح ثانية يطل برأسه نبات قبيح .. قبيح .
قصة للاديب : عبد الكريم حماده / الأردن