خيوط الحرير/بقلم: علوي بن محمود

في الطبيعه الحيوانية اما ان تكون صيادا او فريسه

فقست بيوض العنكبوت الصغار خرجت من البيضه ناسجة اولى خيوطها الحريرية بضع سنتميرات رقيقه خفيفه تكون كافية لتحملها الرياح لأقصى الاماكن

وهكذا حملت الريح العنكبوت الأصفر مئات الكيلومترات حتى هبط في ايكه كثيفة تأملها وراقب اتجاهات هبوب النسمات واختار شجرة منها بعناية ونسج اولى شباكه ولم يمر اقل من يوم حتى وقعت في شباكه اولى فرائسه وكانت فراشة ولما كان جائعا انقض عليها وحقنها بسُم اذاب اعضائها الداخليه لم يلبث ان امتص العصير المغذي ورمى بالجثة هيكلا فارغا من اي محتوى

لم تكفي العنكبوت الاصفر شبكة واحدة فقام بنسج ثانية وثالثة في مختلف الاغصان بل وانطلق الى شجرة اخرى ثم اخرى ونسج عشرات الشباك وربطها جميعا بخيط واحد متصل بموقع ربوضه وكلما اهتز الخيط عرف ان فريسة وقعت في احدى شباكه فيقوم بتتبع الاهتزازات حتى يصل اليها ولما كان الصيد وفيرا فقد قام العنكبوت الاصفر بتخدير الفرائس لتدخل في سبات لتضل طازجه ويلفها بشرنقه ليتناولها لاحقا

حملت الرياح عنكبوت احمر ووقع على الايكة ذاتها ووجد ان انسب مكان للصيد هو ماسبق للعنكبوت الاصفر اختياره فقدم اليه محييا بتحية عنكبوتية كما يليق قال بعدها

ياحضرة العنكبوت الاصفر كما ترى نحن من جنس واحد وقد هدني الجوع ولم القى مكان للصيد خير من مكانك

اوقفه الاصفر بالقول حيا وبيا بأخي وابن عمي صياد بن صياد لاتزد بالقول الحال واحد تفضل هاهنا عندي وانسج شباكك كما وسعك واصطد كما شئت الخير وفير ماهي الحشرات ماهي الجناذب والفراشات والنحل واليعاسيب الا ولائم متحركه تبحث اجنحتها عن شباكنا لتقع فيها ليشرب العنكب عصارتها النقيه ومشروب الهناء والمنى

وهكذا تقاسم العنكبوتان موقع الصيد وغزلا شباكا وشباكا

جذبت رائحة الفرائس المتراكمه في الشباك عناكب اخرى طفيليه لاتنسج شباكا بأنفسها انما تعيش ليس على فضلات شباك الاخرين بل بسرقة غنائمهم الشم القوي والحركة السريعه والتركيز على موقع ربوض العنكبوت النساج كانت هي عوامل نجاحها وكلما نسج العنكبوت شباكا اكثر زادت فرص الطفيليات السارقه

قد يشك النساج بتوهمه لاهتزاز حبله الرئيس قد يصل الى الموقع بعد ضياع الغنيمه ولم يكن بوسعه الا اصلاح ماتهالك من الشبكة والانتظار الوقت كفيل بكل شيئ

انتشرت العناكب وتكاثرت وغطت كل الايكة حتى اصبحت غابات من الشباك الكثيفه والفخاخ المميته

وكما تنجذب الصيادات الى الفرائس ومواقع الافتراس

حملت الرياح فرادى اربع من اناث الدبابير العنكبوتية لم تكن تلك تضع بيوضها الا على ظهر عنكبوت بعد تخديره بسُم يبقيه مشلولا ثم تدفن البيوض في حفرة لتفقس يرقات الدبور وتتغذى على العنكبوت فيما لايزال حيا .