صوت بكاء الغيم/ بقلم:نبيل عبده

أحب فيكِ أنتِ.. وأكره ذاتك المزيَّف،
أفتقدك حد الضجر،
وأتوق إلى وجع يقف بين الطفولة ومشيب الغد، وأمقته،
أتوق إلى ماضٍ لم يكن،
وأواسي ما تبقى من ذاكرة الجسد وحزن مغيب الأمس،
فيحتفي بك اللقاء عند اللقاء
وقد أفتقدني،
فأبحث فيك عنك،
وفي وجنتيك أبحث عن لون نطفة الشمس وزهر الياسمين،
عن رائحة صوت السكون وضوضاء القبل
وعن بهجة القمر،
أبحث عن زهرة التوليب القرمزية على شفتيك،
فلم أجد سوى فراغ يزدحم بالسهر،
لم أجد سواي؛
ولم أجدني.!!
فلا وجه للأفق هنا،
لا وجه للنجوم وما يضيء الطريق لخطى الريح بين جدارين يشكوان الإصرار والجحود،
فثمة في الوجه الآخر للأسى من يتبادلون أغاني العشق ويرسمون القبل على ثغر المساء،
يعصرونها نبيذا على وجع البؤس الشحيح،
فيتناولونه باشتهاء عند كل تعب،
عند كل ذكرى،
وعند كل عناق،
أما هنا.. فلا شيء،
وهناك .. لا شيء هناك،
لم أجدها،
ولم أجدك حتى،
ثم أبحث فيك عنك،
فأجدني عالقا بك،
أجدني عالقا بغيظ المكان من حولك،
فيختفي صوت بكاء الغيم
وينهمر الظلام على خد المطر،،

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!