للرحيل طقوس اخرى للكاتبة الاردنية حنان باشا صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون – عمان , صمم غلاف الكتاب ونسقه الشاعر محمد خضير حيث كان الاهداء لروح والدها وشقيقتها نهاية . ان مقدمة الكتاب والذي بلغ مئة وتسع وخمسون صفحة قدمته الدكتورة زهرة غضبان والتي تناولت العاطفة المتأججة والنص المتعمق بتفاصيل البوح وانثى الحياة التي حملت مقاطع ونصوص معنونة تخلو من فهرسة عامة . سبق هذا المؤلف للكاتبة حنان باشا اصدار في عام 2012 تحت عنوان اوجاع البنفسج ( قصص وخواطر ) كتب مقدمته الاديب زياد ابو لبن في اسلوب سردي جاء محملا بالهموم والاوجاع يعادل ثلاثة مخطوطات متجمعة . في للرحيل طقوس اخرى انت امام سرد يكتنفه ثلاثية الابجدية فكان السهل الممتنع والرمزي والمدمج ومن حيث الجنس ايضا كانت القصة والخاطرة والوضة واما المضمون الشامل والابعاد والتصورات العليا فهي بين الحب والحنين والحزن . # (((قلبي الذي أحبك يوما جعلته يتشظى ومع ذلك لم تتشوه ملامحه ؛ بل حدق بك بعيون دامعة مفجوعا .. أكل هذا منك ؟ ودون اكتراث جرحته ! ))) (للرحيل_طقوس_اخرى “لا يتقن الحب ” ص 50) ان رشاقة النص النثري والقصصي الحداثي في اسلوب حنان جاء على منحى متطور بين الاستهلالية والتصور العام الى السرد المباشر في عمق الحالة الواقعية او الافتراضية الخيالية لتكون امام احداث معلومة الشخوص والمكان والزمان واحيانا بين التندر وانطلاق التصورات في تفكيك المشهد المكثف بالحالة الجمالية والعاطفية وعليه بنت المادة السردية في لغة نثرية وموسيقى شعرية احيانا مستمدة نفسا طويلا في اساليبها السردية فلذلك تجد الحوار بين الانا والاخر ومع النفس فتارة تهيم بالاسئلة واخرى بالتوقع والتعجب لتجد التشويق هو ركيزة من ركائز حرفة العمل والمبدع لاستقطاب القارئ للمتابعة ومشاركة الحالة وهي تتبع ادق تفاصيل الوصف وحركات الشخصية الداخلية والخارجية مبتعدة عن مفهوم الراوي البطل وهي اشارة للنضوج القصصي والنثري عند حنان فلم تجرفها عاطفتها وحزنها المعتق بدموع الرحيل لتكون هي المادة المقدمة , فمشاعرها في المشهد الواقعي لم تكن على حساب النص كما هو في الحالة الخيالية مطلقة التوقع في المشهد القصصي . (((( لكنها أمنية كان غارقاً بمقعده يتأمل سماء بلا نجوم ، حملت فنجانه وضعته الى جواره ، همست بداخلها ليته يقول : إني قمره لكنّها امنية ! ما زالت واهمة يكتب لها يستجديها حباً يصفقون له تتقن فن الغياب هي . وكلما أمعنت في غيابها توهج شعره صبابة ، تزداد مبيعاته وتسمن جيوبه وتنتشي لنجاحاته هو يعتلي المنصة وتبقى هي في الظلال مغيّبة ، سعيدة أنها ملهمته! ص ١٥٠)))) وعادت تجرُّ أذيال خيبة خشية إملاق تحمل في يدها عدّة أكياس لتطفىء جوع صغارها ، لتضيء قنديل ليلهم الطويل المعتم ، بزيت متعة مستلبة على غير رغبة. “تباً للفقر”ص٨٧ )))) من خلال العناوين نبرهن بان للرحيل طقوس اخرى لكاتبة رقيقة متيقنة لما تريد ان تكتب فكانت ابنة الارض والوجع وكانت الانثى مرهفة الشعور والاحساس تئن الرحيل وتمسك في حبل الرجاء لأمل هناك سياتي يحرر انثاها والاف الآهات من بوتقات الخوف والمجهول وبيئة تسكننا بصمت لا نجرؤ الا ان نخشع لجهلها الجارف حتى احلامنا . فكان الفقر والروتين والبؤس – لعوب – ادمان- استنزاف- الغربة – الغضب – الوعيد –عقوق – وغيرها تؤكد ان الرحيل ليس فقط هو حمل الحقائب بل للرحيل وجوه تكتنف الروح تبدد سمو وطهر بعض ما فينا لتكون الدنيا موسيقى نشاز تتعب صفوها وجمالها . لقد تعالى سؤال الرحيل مفهوم للرحيل طقوس اخرى فهل كان الرحيل فراق الاحبة هل هو بمذاق اليقين ام الفقدان والخسارة ام الرحيل هو الاستسلام والخنوع وهنا هل هي حال وطن ام انثى الشرق رهينة الوقت والظروف ام جميعنا دون استثناء ؟؟؟؟؟؟ ومن الاشارات لمجموعة من قصص الكتاب يبدأ روي الكاتبة في ومضة بين النقيض او المفارقة بين ما يحدث والحقيقة وهذا ما كان غالبا في سرد انثى الحياة وجبهتها السمراء يئن جمالها حرائق الروح المستترة . حنان باشا كاتبة لم تتملق ولم تتصاعد بحروف تصفق لها ابتسامات صفراء تبحث عن سطور مركبة مجهولة الاتجاه ففي للرحيل طقوس اخرى رسائل ومفاهيم واهداف سامية نقلتها بحرفة مبدعة وسرد منسق متجانس وماتع . ((((موجوعة منك .. عندما تتعمد الصمت ؛ وتعتزل واحتك مفارقاً كل بهجة تشاركناها ، وتمر كطيف آثر الرحيل وترك بقاياه كشاهد أنه كان ذات وجع ومضى ! “المحطة لا تنتظر أحداً” ص 130 ” للرحيل طقوسٌ أخرى”))))