آفاق حرة.
” في الشارع أحيا حراً طليقاً كما أريد
أنطلق من شارع الغجر إلى الوسعاية الغربية
مستقبلاً سيارات الموز كي أقذفها بالطوب
أو ألقي بالخطاف الحديدي الذي ينتهي بحبل بين يدي على سطحها ،
و أجذبه بما يعلق به من موز ، ثم أحفر حفرة كبيرة و ألقيه فيها ، بعد أن ألفه بأوراق الجرائد أو قش الأرز ، فيستوي بعد يومين أو ثلاثة ، و ألتهمه خلسة
الموز لا يعرف بيوتنا أبداً إلا عبر هذا الطريق .. فمن أين لنا بثمنه ؟؟ . ”
* بهذا الأسلوب الأدبي الرشيق يرسم
الأستاذ/ محمد أمين صالح ملامح الشخصية الرئيسة في روايته المهمة
( أرض شابور )
هذه الرواية التي تقدم صورة واقعية سحرية للريف المصري ، و ما طرأ عليه من تحولات مع مطالع السبعينيات ، راصدا لكل التحولات من عتبات البداية الي توحش النمط وشيوعه
« من إقطاعية مغاوري بك إلى رأسمالية طفيلية فاسدة تتمثل في حسين الأحول » الراقص علي كل الحبال ، آكلا علي كل الموائد ، وكذا الهجرات الداخلية من القرية الي المدينة ، ومن القرية الي الخارج ( أوربا ، أمريكا ، استراليا ) وما القي بظلاله علي الشخصية المصرية في القرية والمدينة .
يغوص الكاتب في شخوصه ، و يُظهر لنا ما
فيها من فساد و طُهْر .. من غلظة و رقة
من قبح و جمال :
” ابن حسان ” ذلك الشاب المتمرد الرافض للقيود
الباحث عن الحرية
و الذي تتنازعه رغباته و شهواته مع نسقه القيمي و أفكاره ..
يسعى للإجابة على السؤال الأزلي عن الجبر و الاختيار ، الذي أنهك الفلاسفة و علماء الكلام من مئات السنين :
( أوقعتني يا ابن سعيد في حيرة كبيرة
شغلت عقلي لعشرات الشهور ، فلا أكاد أعرف متى ينتهي الجهد البشري لتبدأ مشيئة الرب …… )، ابن سعيد المفعول به دائما ، نعناعة وغيرها من الشخصيات التي عمقها الكاتب وأبرز صعفها الانساني ومراجل تحولها .
الي يقدم ” ابن حسان ” رؤيته و سبيله للخلاص :
« كنت في حاجة ماسة لأن أدير دفتي التي تركتها للآخرين ، كنت في شوق لأن أتخلص من ازدواجيتي التي صممت عليها كثيرا ، كنت في شغف لأن أعرفني تماماً ، و لا أهرب مني و أكون مصدر سعادتي الحقيقية . ”
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
أرض شابور عمل روائي راقٍ من أديب كبير
ننتظر إنتاجه بشغف ..
خالص التمنيات بدوام
التوفيق و التألق و السداد
إسماعيل سعيد أبو عيد _ أثري وناقد أدبي وفني