نقول فلان أكل خازوق مبشّم، كناية عن انه خسر خسارة فادحة أو تورّط ورطة كبيرة.
من وسائل التعذيب التي استخدمت في الماضي.. “الخازوق”، وهو عبارة عن عصا طويلة – تشبه عصا المكنسة – لكنها بسماكة قبضة اليد، وبطرف مُدبّب مثل قلم “الرصاص المبري” جيدا ، يدفن قسم منه في الارض ثم يؤتى بالاسير ليجلسوه على الطرف المدبّب الذي يخترق جسمه حتي يخرج من جلد مؤخرة رقبته، وبالطبع، مرورا بكل احشائه الداخلية التي تتمزق ببطء وتنزف مع آلام مبرحة وشديدة يعاني منها لايام حتى يموت وهو جالس على هذا.. “الخازوق”!!
كان اول من اخترع “الخازوق” داريوش الأول احد ملوك فارس القدماء ، والذي حكم سنة ٥٢١ قبل الميلاد.
ثم استخدم هذا الاسلوب على مر العصور حتى وصلت بقاياه الى فترة الحكم العثماني ثم الانجليزي في بلاد الشام .
ودخلت كلمة “خازوق” تراثنا الشعبي واحتلت حيّزا في حباتنا لكثرة ما عاناه شعبنا من ظلم الحكام والغُزاة والمستعمرين عبر التاريخ ،
وتتناقل كتب التاريخ: (ولا ندري مدى صحتها)
أن المساجين كانوا يجلسون على هذه “الخوازيق” ويُسمع صراخهم من مسافة عدة كيلو مترات في السهول ،يحرسهم جنود اشداء، عندما نادى احد المساجين – بصوت ضعيف وهو يتأوه ويتوسل – على احد الجنود واستعطفه ان ينقله من “هذا الخازوق الجالس عليه الى اول خازوق في الصف ويبعد عدة مئات من الامتار من مكانه” !!
استغرب الجندي العثماني وقال للسجين: “يواش.. يواش.. خازوق هناك مثل خازوق.. هنا، لماذا تريد خروج من هذا خازوق ونذهب للجلوس على خازوق.. هناك”؟!
وعده “السجين ” بأن يحكي له عن السبب اذا حقق مراده ونقله من.. “خازوق هنا الى.. خازوق هناك”،
وافق الجندي وساعده على القيام – وخروج الخازوق منه – ثم سارا معا الى حيث “الخازوق الجديد”، فقال الجندي العثماني: “ياللا.. مخ ماكو، ليش يحب خازوق بعيد احسن من خازوق قريب”؟!
رد السجين قائلا:
“لان المسافة بين مكاني القديم والمكان الجديد تبعد مئات الامتار، وهي فرصة جيدة لي لارتاح ما بين “خازوق وخازوق”، حتى ولو كانت بضع دقائق يستغرقها السير لكي اجلس على الخازوق.. الثاني البعيد”!!
كانت الخوازيق قديما تصنع من الخشب او المعدن،اما اليوم فقد صارت اكثر تطورا وفتكا ..
صارت الخوازيق لها خرائط وحدود يصاحبها رعد وبرق وأرواحٌ تصعد كل يوم إلى بارئها تشكو إليه ظلم خليفة الله في الأرض.
أما علاقتنا نحن العرب بالخوازيق فعلاقة طردية،فكلما مرت الاعوام كلما كثرت خوازيقنا .
ما اكثر “الخوازيق” التي (تخوزقناها)..نحن أمة العرب..
ننتقل من “خازوق” الى “خازوق ” بسرعة البرق قبل أن نستوعب الخازوق الأول؟؟
كم خازوق مبشّم أكل العرب عبرالتاريخ؟ وكم من الخوازيق في انتظارنا بعد؟
أما آن الأوان أن نرتاح ولو قليلا ما بين خازوق وخازوق؟؟
ومتى نتعلم من خوازيقنا السابقة ؟؟؟