حكايتي مع سجين
—————
وتستمر الحكاية —
الرسائل عن طريق الصليب الأحمر كانت تحتاج إلى ما يقارب الشهر حتى تصل ….
كنبت لناجي ردا على رسالته الأولى التي وصلتني وأرفقت معها هذه القصيدة
ليلنا وامرؤ القيس
—————
مهداة إلى الشاعر العراقي ناجي الجبوري
من شعر مريم الصيفي
————–
مثقلٌ صدري بهمٍّ
زادهُ ليلُ امرئ القيسِ ضراوه
ألمٌ يعصرُ قلبي
وعيوني تحرثُ الصفحاتِ
طافتْ بين ومضات الحروف
إنهُ نهرٌ من الشوقِ تلظّى
إنه دفقُ حنين
إنها أطياف لهفه
أيُّ لهفه
أيّ شوقٍ
أيّ دفقٍ
أيُّ أنسامٍ حملن الودَّ معنًى
يا ترى هل تعبرُ الأنسامُ
جدرانَ السجونْ؟؟؟؟؟؟
**********
يا صديقي أتراك؟؟؟
مثقلٌ صدركَ مثلي
إن تكنْ في سجنكَ الأصغرِ
إنّا في فضاءٍ من سجون
وإذا أتعبكَ الليلُ
فإنّا سرمديٌّ ليلنا
والفجرُ مذبوحٌ على أعتابنا
قد تحنّى بدماءِ الأبرياءْ
**********
مثقلٌ صدرُكَ
والصبرُ على القهرِ انصهارْ
وامرؤ القيسِ انتظار
ليلُهُ خمرٌ
وهذا غدُهُ الآتي
مع الآفاقِ أمر
إن تكنْ دالتْ لنا الأيامُ
هذا خمرنا طال
ومنسيٌّ لدينا الأمرُ
والفعلُ عقوقْ
أيهذا الليلُ
هل من دفعةٍ
نحوَ الشروق ؟؟؟؟؟؟؟
************
وردّ ناجي برسالة طويلة من ضمنها هذه القصيدة …
أما الرسالة فسوف أنشر غدا مقاطع منها
—————–
قد حفظناها
********* من شعر ناجي الجبوري
خمرنا طال …أحقًّا ؟؟؟؟؟
فلماذا ليس في الإحساسِ سكره
ولماذا كلما أمسكتُ كأسي
لا أرى في قعرِهذا الكأسِ قطره ؟؟؟
لم أعدْ أذكرُ شيئا
غاب عن ذاكرتي ما كان فيها …
إنّ للغائبِ عذره
واعذري كفّي إذا فرّتْ بعيدا
لسعتها أمنياتي
إنّ هذا الأمر جمره
إنّ هذا اليومَ خمرٌ
وغدًا خمرٌ
وباقي العمر خمرٌ
وخلقنا نحنُ من لحمٍ وخمره
عقربُ الساعاتِ يمضي
وامرؤ القيسِ
على الدكةِ يحكي
أيُّ أسطورة حزنٍ سوف تُروى
من تُرى يرضى عن الخمر بديلا
ولماذا؟؟؟
إن أقصى ما خسرناهُ هنا قُبّةُ صخره …
كل شيءٍ ولهُ وقتٌ لدينا
ندرسُ الأمرَ مليّا
إنّ في أدراجنا مليونُ فكره
ونعُدُّ الأمرَ عدّا
واحدٌ …اثنان …هل قلنا ثلاثه ؟؟؟؟
نحن من خمسين عامًا
لم نصلْ بعدُ لعشره
كلما يتّفقُ البعضُ
على بندٍ جديدٍ
تفرضُ اللحظةُ أن نحذفَ فقره
هكذا المؤمنُ
لو طال بهِ الأمرُ
فلن يفقدَ صبرَه
بيننا والعقل
يا سيدتي شعرةُ ودٍّ
قد حفظناها …ولن تُقطعَ شعرهْ
*************
وتستمرُّ الحكاية …..
إلى لقاء في رسالة قادمة
حكايتي مع سجين (2) تكتبها الشاعرة مريم الصيفي
بقلم : الشاعرة مريم الصيفي