بعد قليل ستشرق الشمس العاهرة بضوئها القذر لتخترق بصري وتنتشلني من غيبوبتي الجميلة . أكره الضوء و النور ، أعلم أنك ستسألني لماذا ؟
ـسأجيبك .
تطل تلك الكرة الضوئية لتعلن أن يوما جديدا قد حل ، تطل لتدون التاريخ بأرقام حمقاء ، أرقام مهمة في حياة البشرية و سكان الأرض . بعد دقائق معدودة ستمتلأ الشوارع والأزقة المهجورة بالكثير من الضوضاء والصرخة الشيطانية ، وهذا يضايقني جدا . نعم يستفزني كثيرا ويجعلني غاضبا . سأتقزز و أصاب بالغثيان من رائحة العهر والنفاق التي تتفشى و تغمر المكان مع أول شخص يخرج من منزله . هذه التركيبة الكونية بشمسها و سنواتها و أيامها وأرقامها التي تتكفل بتنظيم حياة البشر الساذجين والتافهين لا تروقني . أتسائل في ما بيني كثيرا ما محلها من الإعراب في حياتي ؟ ما تأثير التواريخ المدونة بأرقام غبية في أيامي النتنة ! طبعا لا شيء فالجثث الحقيرة التي على قيد الحياة كالمليشيات لا يأبه لها التاريخ أو النظام الكوني أو الإنساني ، فقط الليل والظلام يعطونها رونقا خاصًاً ، يجعل وجودها ذو معنى ً .
أسرع أيها الليل وٱرجع فإني بدأت أختنق من الموت لأمريكا واللوز لإسرائيل واللعنة على مليشيات الظلام .