مساء الوجع لتلك الفاتنة التي أتعبني غيابها، كيف لي أن اختزل شوقي اليك في هذه السطور، كيف لي أن اعاتبك في هذه المقالة البسيطة ؟
ها انا أقف وحيدا متعبا وروحك تسكنني، أعيش وقلبي أسيرا لديك، وكيف يعيش الاسير بحب تهادى اليك.
منذ تلك اللحظة التي فقدتك فيها، ولا زلت أبحث عن شبيه ولا أجد شيء يذكرني بك سوى الذكريات .
منذ أن رحلتي في تلك الليلة الشتوية الباردة وأنا أنتظرك
تعبت كثيرا، تبتلت أكثر، استقمت في محرابك، وبنيت معبدا حتى أرى عيناك.
كيف لي أن أنساكِ وكل ألاشياء من حولي تذكرني بك
الروايات تخبرني أنكِ كل الأدب، والشعر مختزلِ ليمدحك، والنجوم من عينيك تضيء، والسديم حولك يريد أن يذكرني بك، حتى النجوم تفل وتعلن إطفاء الزيوت
أفتش عنك في دهاليز الصفحات، وأنغام الادباء، وتبتل الرهبان، وإعلانات الاذاعات
لم أجد أمرآة إلا ووشحت النظر إليها، ليس خيانة لكِ، بل علك تكونين احداهن ذات صدفة.
اريد أن اوقف عملية البحث التي ترهقني، عليّ أجد فتاتي التي بصدد البحث عنها.
لا أريد أن أثير شفقة الناس ، لذا اتظاهر للجميع بأني إنسان لا يبحث عن أحد ، اخبرهم أني أعيش لنفسي رغم أنهم لم يعرفوا أني ابحث عنك في كل المغارات، وعلى كل الجبال وفي كل وادي أهيم علني أشتم رآئحتك، وأجد قميصك.
الكل هنا خائف إلا أنا ، بعد رحيلك صرتُ لا أخاف شيء، وهل أخاف شيء أكبر من رحيلك.
لم أعد شغوفا بأخبار الحرب، فحرب أخسرك فيها ما هي إلا هزيمة.
لم أكتب عن فاتنة من الفاتنات، ولم أمدح يوما أحد.
فلا أنثى سواك.
فحروفي لا تخرج إلا عتابٌ لك جراء البِعاد.
مظلم أنا كخريف هذا العام، عابسٌ كشيطان سمع الأذان
محشو بحزن يجتاحني وشوق تُعد فيه النيران.
ليلٌ نائمٌ أسفل عيني يراه كل من يقترب مني،
بقيت وحدي منذ رحيلك كحديقةٍ اصابتها لعنة الحرب فكدسوا فيها صواريخ لتنفجر حاملةٌ معها ما تبقى من جمال.
تحتضر كل أحلامي، وتموت كل الآمال.
هربت حتى حروفي اليك، رسائلي سافرت وسبقتني اليك، اغلالي باقية وكأنها مُرسلة للإنتقام.
ما زلتُ تائه في سراب
فهل ستنقذني؟
ما زلت ألتحف التراب، فهل ستضمني يوما لاحيا بمحراب نهديك عمرا.
ما زلت امشي في متاهات الدروب
ما زلت اوقف صامدا رغم الخطوب.
ما زلت اسكن بين حافات ماضيك وآفات الحروب.
ما زلت اهرب كي أتوب
فلتوبتي إعلان غفران الذنوب
ول أنتِ فاتنتي وأنا الشرود.
ألقيت فيك بذرات حبي ولم تنبت ورود
اعلنت ميلادي بقربك فكبلتني تلك القيود.
#متى اللقاء؟