(المحاورة الثانية )
دونكشوت : هل تتوقع أن يحصل شيئاً يا سانشو لو بنينا رأسا مملوء بالتنويريات القديمة , والحديثة , وجعلنا الذاكرة ضوئية
سانشو : ستجد ياسيدي ألف شخص , يقطفه براجمة صواريخ أقل ما يمكن
أصبح الوطن ساحة مفخخة , تغص بالقناصة و بعبدة الدم
دونكشوت :لا نريد حروباً مدمرة فلماذا تتجه بفكرك لهناك ؟
أعلم أن الرأس المتنور , شمس لا يحتملها الظلام أشبه بقنبلة موقوتة تحرقه ما أن يلمسها
يصمت قليلاً
دونكيشوت : لكن عليك أن تفكر بحل يرضي الجميع
سانشو : وهل تريد أن تبني رأساً أم قبائلاً يا سيدي ؟
دونكشوت : كلاهما .. من أجل الحاضر والمستقبل
سانشو : لكن ياسيدي ليس الجميع , من يمتلك قدرات البناء الفراغية الضوئية ومساحة التكنولجيا ذاتها , والذاكرة ذاتها
نحن أمة تعودت أن تبني بالحجارة , قبل كل شيء
أمة أفتتنت بالنحت .
وما أكثر أدمغة صكت من الحجارة , و أرهقت بها العباد والرقاب
دونكيشوت : عدت تلعب بالنار , نحن نتحدث عن التكنولوجيا يا سانشو , نحن أصبحنا بعصر النت
سانشو : لدينا عقول تستطيع نسف التكنولوجيا , ببعض كلمات , أنها آفة التكنلوجيا .
دونكيشوت : تلك العقول يا سانشو ما أكثرها تعمل بشهوة السيطرة , وترتدي أثواب الدين ولاشيء غير , تارة وتارة تنسف الدين وتارة تكون معتدلة وهي تستطيع أن تستنهض الفتن الطائفية , من أجل أن تبقى في كراسيها حتى في حدائق الأحلام
وهنا الكارثة , التي تأكل الشعب بلا رحمة , وتحيل الأرض , لحصاد رؤوس لا يتوقف
سانشو : وما العمل ياسيدي الآن ؟؟!
دونكيشوت : بودي لو أفرغ هذه الرؤوس المتحجرة من حجارتها وأملؤها نوراً وتكنولوجياً .
أرهقتنا ياسانشو بتحجرها , وأرهقتنا كثرة الفتاوى الطائفية التي تستجرها من أجل ذلك , هناك فتاوى , تخرب مجتمعاً كاملاً بكلمتين , وهي تعد بالحور العين , أنها عدوة الحضارة , هل سمعت بحديثهم عن خارطة الطريق إلى الجنة
سانشو : لا سيدي شغلت عن سماع الأخبار العاجلة وغير العاجلة بمرض بغلي هذين اليومين , تعرف كم أعزه فقد أصبحت الأخبار ممرضة بذاتها , لن أدع بغلي يتابعها مجددا أخاف عليه من الكوابيس الدموية .
ينظر في الفراغ البعيد كأنما يستذكر عهدا مضى ثم يتابع
سانشو : هناك عقول تتظاهر بأنها ملائكة , وما هي إلا شياطين ياسيدي , عقولهم أشد فتكاً من الحجارة
والآن ما العمل ياسيدي ؟؟
دونكيشوت : بودي لو كنت حاكماً
ساشنو :وماذا ستفعل حينها ؟؟
دونكيشوت : أولاً لأزلت من العقول كل تحجر ولعدت للدعوة لدين التوحيد و لا غير ولمحيت من العقول , كل تطرف وطائفية وحب سيطرة واسعة
سانشو : كيف ستلغي مئات السنين ؟؟
دونكشوت : المهم أن يبقى لواء واحداً يرفع عليه اسم الله .. محمد رسول الله بلا طوائف وبلا تطرف وبلا أفكار سوداء وبلا عقول متحجرة .
سانشو : ستكون بذلك محوت من التاريخ , حروباً دموية أكلت أهلها
دونكشوت:على الشعوب أن تصل لبر الأمان والسلام بدلا من كل هذه الحروب الطاحنة التي تأكل أهلها.