حتى تناثرت أورادي في دمها ؛ أيقظت كل حواسي التي مجدت أسرارها ؛
وأبقيت عيوني لا أصرفها إلا لأغنيات المساء في خطوها .
لم يكن إيماني قائما على الصمت ؛ بل صدعت؛ في جرحي ؛بها؛ وأرقني صبري
ما على مافات من سكون حالي . فادخرت ليلي ؛ في ورق الحياة لأهب ؛
من وريدي ساقية لها.
في تربتي اليانعة في اصطباري ؛ سافرت أعماقي نحو الشقف تخيط نزيفي
برقص الخيول على وجعي . ورأيت إيماني يكبر في عيونها كلما حدقت في
أفق بيني وبينها.
في وصاياها ترش الصباح بشقائق النعمان ؛ فيحمر إيماني على سرير الليل .
كأن القيامة غدا في نشوة الهشاشات ؛وأزرع أكتافي سنابل لها.
آمنت بها ؛
مجندلا على شاطيء البحر أرسم طيفها ؛ أوقظ هدنة في الروح كي تشرب من
نار فتنتها؛ لو فتحت فسحة لي من أهداب العبق حتى أرى مدائن الحب تكتب
سيرتها لعدوت إلى آخر المدى أسير فوق الفجر أرتب مآذنها على قباب الصمت
في صمتها.
على نهر النون جدفت أبحث في لون البنفسج عن رحيقها ؛وعن استدارة الشقائق
على سمت نهدها ؛كأن القول سجية مائها ؛و بلاغتي الفقيرة طيف نحيف من دير
خلواتها.
على أنصال الروح عبرت إلى بساتين النور في عينيها ؛ ونشرت أعماقي على حبل
رفيع خبأته جدائلها ؛ ومالت بي مخابيء النور في تضاريسها إلى غدير اصطفاه لي
ترنح حنائها على خصلات الصباح في أناملها.
آمنت بها ؛
عصفورة تغافل حقول القمح بزقزقاتها ؛ وترسم ظلال حبة السمسم على فستانها؛
كأن الوقت جلدها الثاني حين أشرب من لمعان وجدها . أنا الكافر بالغياب حين أهيم
في شوقها ؛ الحانث دوما في هجرها ؛ أتمرأى في مرايا قلبها دفءا يداه من خمائل
شدوها .
خطاي نعناع في كفوفها ؛ أزرعه في حدائق ذهولها ؛ أراني مطعما بحرائقها
أفتي بملاقاها ؛ولا أفشي سرا إن صمت وصليت على شفتيها .
انتدبتني إلى ديرها ؛مسيحا أمسح أفق البحار من عيونها ؛ وأغسل جنوب الليل
على ضفافها ؛ على أنفاسها أشعلت تراتيل ليلي ؛وراقصني على طول الشهيق
طول نخيلي المعرش في سهولها.