في كل مرة أكتشف تعثري في عطرك ؛ أمسك بعراقة اللازمن في أزمنتك المقيمة
في دمي. حين أراها تنفصل عني أو تندغم في أنفاسي أعلم أن حزمة من الضوء
تعلن وجودها في يقظتي ؛ وتنفرج أسارير الأرض ؛نافثة ؛ فرحها على أديم الروح.
لا استطيع أن أفتت عطرك بمارج من الضوء ؛ فقد مسني باشتهاء بدد كل نسيان
يعرضني للتحلل. كل هذا التوحد يجمع على أني بت جمعا كامل الحضور في
نصاب استوى على موائد الوجدان . لا إبهام في شريعة تمايزت بالحضور المجدد
لأفعال التذكر ؛ لأن الرائحة تحفظ ذاكرتنا من المحو ؛فتكون طبيعة دائمة غير
منذورة للزوال.
ها أنا ألتصق بالرقة في ما ينبغي أن تكوني عليه ؛ فأراك رسولة في مدارج
العشق تجددين الحس بين ذراعي أبناء الأرض كي يختبروا حرائق ظلت حبيسة في
حدائق الشعراء. ما أنبل نشيدك حين يتعاظم ؛في دروب غير مألوفة ؛لتكون
قمصانك معرشة في أزمنة عارية. كأن زلزلة نحيفة تعود من الزمن العاطر إلى
عيون الشعراء الموغلة في أعماق الصمت .
استيقظ ؛صامتا ؛ في رقة تكونك أبدا كأني أمتلك أمنياتي لأراك مقبلة في صعود
الكلام . كمن يلتقط حبات الندي في فجر معتق في غبطة النشيد أو فرادة الأثر
في صمت وديع .
وأنت النصاب الذي أفردني بالزكاة ؛ وأعطاني وساطة لا تبلى ؛ لأني اصطفيتك
قبلتي الوحيدة في صمتي المقدس ؛ وجئت ؛من شاهق الصفو ؛ ومن أكثر الانتشاء
براءة ؛ أقدم الأرض وأبناءها قربانا لعيدك المجلل بنصاب متين ؛وقلب أبدي .
إنه البدء الذي أجده أبدي ؛ وقلبي الذي أكونه زلزلة لاتوسط فيها أبدا.
لن استنفد عطرك؛ولن يستنفدني مادام التنافذ منك وإليك يوصلني إلى بذرة الأصل ؛
إلى شعاع يأتيني ؛مشاطرا ؛قلبي بدءه ؛ ويعلن هبوب الكلام من نشيدك الأبدي ؛
فالعطر هو الذي يهب الرسوخ في الوجدان وهو الذي يأتي به الوجدان.