حين أفتح عيني أتحسس عطر المكان ؛لأجدك سلسبيلا ضاحكا ؛منسكبا في مراقد
الهوى ؛ فلا أعرف إن كنت أرى ضوءا يأتي من أقصى الوجدان أم أتقدم شهوة
تفيض من نعناع بري .
هناك ؛
كنت أرقب تفاحا ينبت على صدرك ؛ هيأت له شرفة تقربك من رياحين تهب من
دواخلي ؛ علمت أن التفاح مبدأ الخطيئة ؛ فتركت له الشهقات متناثرة على شفتيك ؛
ومشيت أرفع لك سريرا من حرير ناعم الملمس ؛ عليه من نعماء الشوق ما
مزق أنفاس الليل .
في تلك اللحظة ؛ مددت يدي إلى علو شاهق مني ومنك ؛قطفت عطرغيمة ؛
ودسسته في رمشيك ؛ التأمت كفي بكفك ؛ وانخرطنا في سهو الكلام ؛ نعاشر ظل
المجاز على مخابيء الصمت. هيأنا صمتنا طازجا يتعسجد في مياة الغيم .
هل عرفت ؛إذن ؛ وجهك / وجهي؟
بلذة الوهج مشى انخطافك سارية من زمرد و نسرين ؛ يهامس يديك في ضحكات
القمر ؛ كنت أركض في عطشي ؛ أفتت فائض الوجد في مضايق الاحتراق؛
خطوتان بيضاوان من لوعة شفتيك ؛ تخطفان أريج الصباح من صبابة عمري؛
تضيئان سريرة توسع النداء فيها حتى اكتملت صرحة الحياة في ميلاد الأزهار .
تسبقني إليك عطور الصباح تنبئني عن انسياب قدميك على رخام المطر ؛ فأطأ
المكان ؛مزهوا؛ بهيبة الملوك ؛ أعدل من هيأة الفرح على قسمات وجهك ؛ وأتحدر
إليك منسكبا مع وقتي في صفاء عينيك .
مقامات تطير ؛
فراشات ترقص ؛
لهفات حب تضوع ؛
لا انشداد في رحابة الأفق ؛
ولا خيط يرتق الغيمات الضائعة سوى رفيف شالك الأبيض.
هناك ؛
كنت تخبزين طيني من غفوة النون على وسائد الظن ؛ فلا أملك نفسي وحصائد
روحي من صوغ ضفيرتك ؛ كأن المكان تلثم بك ؛ ونبات الضوء من عينيك .
أنا الذي يرقب فيك الوقت شريعة ؛
أبارك غمغمة في عينيك ؛
وإن شعشع زمهرير الضوء في الكون ؛
فأنت كل العيــــــــن …