إنْ سَاوَرَكِ البُعْـدُ !!
ما ذَنْبُ حُبِّي لو تَجَدَّدَ العَامُ
ما بَدا في المُنصَرمِ ليَ إبتسامُ
أضَعُ اللَّومَ على رَحيلِ الأيامِ
أم عَليكِ في البُعْدِ كَثُرَ المَلام
وما العَتَبُ إلا عُمقَ ما أكنُّهُ
أيُعقَـلُ بيننـا اللِّقَـاءُ حَرام
وكأنِّي أضطَّجِعُ في بِلادِ الغُربَةِ
وما نَشَبَ بَين الأضلُعِ ضِرام
تَلَعثَمَ القَلمُ والأرمَاشُ دَوالي
سُدِلَ عليها من المآسي لِثام
ما كُنتُ أعلمُ كيفَ الحالُ إبتَدا
ولكُلِّ بَداءَةٍ يـا تَرى خِتام
كيفَ وقد تَهادى بَلاَءُ القَلقِ
جَفنَاءُ العِشقِ بالهَجيعِ لا تَنام
أبَيْتُ على الهوى وأزيدُهُ مِنكِ
يَروي ظَمأَ أيامي قّضَّني السِّقام
أينَ التي يُخامِرُني الشَّوقُ بها
لواحِظُ عَينيها أَنصَالٌ وسِهَام
وأَنْظَمْتُ من بَدائِعِ الشِّعْرِ عُرَبٌ
لتَعْجَزُ المِدَادُ عَنهُ والأقلام
الحُبُّ لا يَعرِفُ فَتياً أو ناضجاً
يكبُرُ فيهِ العِشقُ وتَصغُرُ الأعوام
تَجِفُّ المَحَابِرُ إن ساوَرَكِ البُعدُ
فالقُربُ مِن أَخلادِهِ عليكِ لِزامُ