ارقصوا ———– فالمسرح لكم ياسادة

ناصر محمد ميسر 

 

جريدة آفاق حرة 

اعود اليكم في كل سنة و في هذا التوقيت بالذات برسالة من القلب لأكرر العنوان و لكني أغير قليلا بمضمون دعوتي لكم للرقص بإتقان على مسرح الحياة. مجددا استعمل مجازيا رياضة الرقص لأنها الرياضة الوحيدة التي بعد ان تخطئ بخطواتها تبتسم و تعتذر و تصحح, اما اذا حاولت ان تتعدى على من يرقص جنبك تخجل من نفسك. هذا المسرح الذي اتركه لك من سنة الى سنة لأعود و اسألك كيف كان رقصك على مسرح حياتك في عامك السابق  و هل كنت راقصا ماهرا تعتذر حين تخطئ و تتقدم بخطوة الى الامام حين تأتيك الفرصة؟ قيل ان الاعتراف بالخطأ فضيلة فهل كنت فاضل أخطأت واعتذرت ! هل اعددت ورقة لتكتب عليها من اتى و من رحل!؟ من اثر بك و من كان مروره لا جدوى منه!؟ هل صنعت لنفسك معاني جديدة للحياة؟ هل تعلمت معنى الصداقة او السعادة او الحب؟ الان فرصتك لا تترك السنة تنتهي دون ان تعترف و لو لذاتك بالحقيقة التي ممكن ان تكون قد خذلتك في وقت مضى. هل ستجرئ على كتابة كل ما اقترفته بحق نفسك لأنك دائم التشاؤم وادمنت اختزال معنى السعادة بربحك المالي و نسيت و لربما تناسيت اللمسة الإنسانية التي يحتاجها قلبك لتدخل عليه السلام. هذه الكلمات هي ليست اتهام انها فقط لتعطينا فرصة لنترك التمنيات للسنة الجديدة و نستخلص عبر من السنة التي رحلت لنتمكن من القيام و الوقوف بصلابة و استعادة نشاطنا للرقص مجددا. اجمل ميزة لتغير التاريخ من سنة الى سنة هي اعتبار كل سنة جديدة مفصل من مفاصل إعادة الحسابات , و الاعتراف بالنجاح: نعم النجاح فقط لأننا لا نعترف ان هناك شيئا اسمه الفشل فان الرقص على مسرح الحياة لا فشل به فهي دروس و تجارب تأتينا لنتعلم منها ..نحن في تجارب دائمة نجرب من خلال المساحة المتاحة و لكن ادب التجربة هو ان لا نستشعر لأخذ مكان احد لكل منا مكانه و مكانته على هذا المسرح. و لكن سنحرص على ان لا ننتظر ان تأخذنا الحياة بشراع راقص فوق الموج تتحكم به العواصف فمن اجل ذلك نمسك بزمام أمور حياتنا بمراجعة حساباتنا و بتصحيح اخطائنا و بوضع خطة عمل نحاول تنفيذها في عامنا القادم . صديقاتي و أصدقائي لن ننسى الإصرار لان بعض الرقصات تتطلب جهد , و بعضها الاخر يتطلب قوة , فلا تتخاذلوا ولا تتكلوا على المدرب ابحثوا انتم لإيجاد الخطوات الصحيحة.. فاجيؤنا بأفكاركم الجديدة كونوا عنوانا للإبداع! ان من يضع قواعد للرقص بحرفية على مسرح الحياة فلا بد للنجاح ان يكون حليفه مستجلب معه عام 2018 عاما ملئ بالخير و النجاح و السلام وكل عام و انتم جميعا بخير

حفظ الله مصر من كل مكروه

ناصر محمد ميسر