آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
آفاق حرة – الدوحة
كتب صالح غريب
زار مؤخّرًا ضيفنا المؤرخ الدكتور علي بن إبراهيم الدرورة رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي متحف بيت جلمود التاريخي في مشيرب وسط العاصمة القطرية الدوحة، ورافقه الكاتب الاجتماعي الأستاذ أحمد بن منصور الخرمدي وذلك في مساء يوم الإثنين 15 نوفمبر 2021م.
تجوّل المؤرخ الدرورة في أروقة المتحف الذي أعجب به وما ضم بين جنباته، وقال إنّ المتحف يُعدّ جزءًا من تاريخ الخليج وهو متحف فريد، بل هو الأول من نوعه على مستوى دول الخليج.
ويهدف متحف بيت بن جلمود إلى أن يؤدي دوراً محوريًّا في التوعية ومحاربة مظاهر الاسترقاق على مستوى العالم التي كانت منتشرة في سواحل كثيرة من العالم، ومنها سواحل الخليج العربي، حيث يستعرض هذا المتحف مظاهر الصبر والقهر والحِرمان في مواجهة العديد من المحن والصّعاب الإنسانية التي واجهها الإنسان في الماضي خاصة بعد عام 1700م.
كما يعرض هذا المتحف المهم جدًّا والفريد من نوعه قضية الرِقّ والمساهمات المتعدّدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي قدّمها الرقيق في إنماء الحضارات الإنسانية التي تم استرقاقه فيها.
وتكشف أروقة متحف بيت جلمود الصّور الشّائعة في الماضي وكيف انتشرت مظاهر الاسترقاق الإنسان لأخيه الإنسان في الحضارات القديمة عبر العصور.
وقد اكتشف الضيف والمؤرخ السعودي د. علي الدرورة الجوانب التي بحثها سابقًا ودرسها جيّدًا عبر الوثائق في هذا الجانب.
وأشاد الدرورة بالعرض المميّز في كلّ الأقسام وخاصّة دور الإسلام وتأثيره على منظومة الرِقّ، إذ حثّ الدين الإسلامي على حسن معاملة الرقيق والإحسان إليه، كما أوصى بتأهيله وإعادة إدماجه في المجتمع، وأوصى بإبطال الرِقّ وتحرير الإنسان من العبودية.
وقال المؤرخ الدرورة، وهو متخصّص في فترة النفوذ البرتغالي للخليج وسواحل الهند في الفترة الزمنية 1502- 1698م وهي فترة شهد فيها انتشار الرّق بشكل كبير جدًّا، وحيث استعرض متحف بيت بن جلمود عهد ازدهار تجارة الرقيق في منطقة المحيط الهندي وسواحل الخليج العربي حيث تنتهي قصة الرّق من الاستعباد إلى الحرية ثم الاندماج في المجتمع.
وفي ختام جولته قال المؤرخ علي الدرورة: أشيد بمتحف بيت بن جلمود كثيرًا فهو ليس متحفًا عاديًّا ولا بُدّ لأيّ باحث في جانب الرّق من زيارة هذا المعلم قبل الشروع في دراسته والاستفادة علميًّا من هذا الجانب.
صور من الزيارة.
