وهم يتزاحمون على ضرب الطبول أمام ضريح سيدي على، في عيونهم محبة الوصال التي تنجيهم من عذاب الحياة إلى منزلة القطب ثم يلفون بطونهم بالثعابين الحية تبركاً بالليلة الكبيرة التي تغرس في نفوسهم العشق.. يسير الموكب في صفوف منتظمة وهم يلوحون بالسيوف الحديدية يمنة ويسرة ثم تنفلتْ خضرة من بين البشر هامسة في أذُن عم رفاعي بأن ترجوه أن يضع دبوس الحياة في خد ابنها فالح، تنادى عليه كي يقبل يده الشريفة سرعان ما يلوح بيده إلى أحد المريدين حتى يغمس الدبوس في الدم.. تغُلف فالح رعشة قوية فتتعال الأصوات مدد يا رفاعي مدد.. هبتْ الفرحة من بين النوافذ الخشبية التي ألهبتْ أفئدة العارفين برقصات البيرق علي جانب الدرب الطويل ..تجاور سعدية محمل الشيخ بركاتك يا شيخ فالح ،اجعلنا من محاسيبك .. ردتْ الأخرى: يا سعدهُ .. تفوح سيرتهُ المسك بين الذاكرين ثم يتمدد بجسده الواهن على الأرض ساقطاً في مدينة العتمة متخشباً.. يحملونهُ على أكتافهم بين تهاليل الحاضرين الذين يمسحون وجوههم في جلبابه الأبيض .. في الحين تعلو ضربات الدفوف فرحاً بالمعجزة التي لاحتْ في الأفق.. نطق أحد المحبين: ظهرتْ كرامته.. يباركون بعضهم البعض علي أنهُ الواصل .. بينما يعلو صوت الجد الكبير في مكبر الصوت أن خروج الجنازة من الجامع البحري في السابعة صباحاً.. فأنتبهتْ خضرة ممزقة جلباب عم رفاعي وهي تصرخ عالياً ولكنهم ينهالون عليها بالضرب …