الطريق الذي يمشي بي / بقلم : احلام عثمان

الطريق الذي يمشي بي /

يشبه تجاعيد ورثتها عن أمي.

أمشي بتأنٍّ كي لا أزعجه بوزني الثقيل

أجرّ ورائي غيمةً صغيرة

كانت تغسل أمي تحتها حصيرة الحقل .

 تفرد عليها الزيتون وترضع الصبر من نداه.

 أتعمّد التّعثر بظّلي،

لأرى بطن الحمام الممتلئ

بالرسائل وكيف تمر الكلمات فوق رأسي

خاطفةً للعشّاق أفكاري الهاربة .

أحاول أن لا أسرع ،

رغم أني ألهث كشجرة منهكة بعد ليل عاصف

 وأنا أحمل عصافير ميّتة على كتفي ،

كي لاتنعتني الأرض بالخائنة .

 أكمل المضي دون أن أسقط

وألا أُسقط آخر أوراقي.

رغم ذلك أركض

أركض مني.

 أبي الذي لم يكن يعرف الأبجدية ،

علّمني الكتابة على جسد الهواء.

أصبعي الصغيرة كانت كافيه لأخلق عليه

 لغة تُتقن المجاز .

 أن أحكّ عن الحجر ظهره كي يلين ،

ينطق عن الغابة ويعوي.

 أن أضع على الرصاصة التي أصاب بها الحب

 قلبي ، فراشة شعري

لتحنو على سريري وردةً وتنام .

علّمني أن أبتسم للأرض

لترقص السماء

وأمد يدي للسماء ،

لتمنحني مساحة للطيران.

أبي الذي فعل -بشكل غير إرادي -كل هذا

رحل قبل أن يفتح في صدري

نافذة للهواء .

كنت الطفلة السمراء ،

لاتخشى أن ترفع فستانها عن ركبتها

كي لاتحرقها الشمس

بل كانت تمشي برِجلٍ واحدة

تمضغ العلكة

تنفخها

وتغمز بعينها وجه الشمس.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!