الفقير يموت !
كتب : رمضان الفيومي
هي كلمة نسمعها يوميا مرات ومرات الفقير يموت
نسمعها في السوق وفي الصيدلية وفي الشارع وفي محطة الوقود الفقير يموت
مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية للحياة المعيشية من طعام وشراب وملبس ومسكن الكل يكرر الفقير يموت
ترتفع أسعار الأدوية ويدخل معها جشع واستغلال الشركات والفقير يموت
ومع زيادة فواتير الكهرباء وتكاليف التعليم وعلاج الأمراض الفقير يموت
الفقير يا أهل مصر لا يحتاج لخبير اقتصادي على الفضائيات
ولا يحتاج لناشطة سياسية في البرامج الحوارية
الفقير فقط يحتاج أن يعيش بدلا من أن يموت
أن يعيش حياة كريمة يجد فيها أبجديات الحياة الإنسانية الكريمة
أن يعيش وهو يجد ملبس ومسكن وطعام ودواء لأولاده
أن يعيش وهو قادر على أن يداوي ولده المريض
أن يعيش وقلبه سعيد بتعليم أطفاله
لا عليكم فالفقير يموت
الفقير يموت بلا سكن لأطفاله لأنه عاش طيلة عمره بالإيجار
الفقير يموت من غير علاج فسعره عالي وهو لم يجد لنفسه مكان بمستشفى الأغنياء
الفقير يموت بلا طعام فمعاشه لم يعد يكفيه
الفقير يموت عطشانا ومياه الشرب لا تصل إليه لغياب دور المسئولين
الفقير يموت وكان أمله أن يملك سكنا ويعلم طفله ويشتري الدواء لزوجته
نعم يموت ؛ لكنه يموت وهو يلعن إقطاعيين العصر الحديث
يلعن تجار الأعضاء البشرية وتجار المخدرات وتجار الآثار
يموت وهو يلعن تجار الجنس وتجار الدين وتجار السياسة
يلعنهم لأنهم سرقوا قوت أولاده وأكلوا أموال الناس بالباطل
الفقير يموت شريفا أفضل ألف مرة من أن يعيش حرامي ويأكل بالرشاوي