لصحيفة آفاق حرة:
_______________
ليتَ الهوى
محمّد أحمد العلوان. العراق… الفلوجة
ليتَ الهوى سَلكَ الطّريقَ ويَسَّرا
وأزاحَ ما أخفى الدّليلُ وأظهَرا
ومَشى على وَقعِ المسافةِ يَنتَشي
عِطرًا على موجِ الحنينِ تَكسّرا
يَحنو وما أضناهُ غيرُ توجّسٍ
يَسعى إليهِ مُخيَّرًا و مُسَيَّرا
ويَعدُّ أسرابَ الحمامِ وما يرى
إلّا عُيونًا أرهقَتهُ تَقهقُرا
يدنو إليها في سَماءِ فَضائها
فترُدُّه أعمى وكان المُبصرا
حَمَل الهوى والشّوقَ في أغوارهِ
ونَما بضَوءٍ صادقٍ مُذ أزهَرا
يَلهو بصوتٍ ما يزالُ يَؤمُّهُ
وينامُ في أصدائهِ مُتحَيِّرا
يأويهِ في صمتٍ يَلوكُ شقاءَهُ
ويذودُ عن بُقيا حَديثٍ أجهَرا
يَستافُ أضواءً يُكبِّل خَطوَها
عُثَرٌ من الظلماتٍ لن تَتَغيَّرا
يمشي إليها إنْ تَغيَّرَ وجهُها
وتَعودُهُ إمّا تَراهُ تَصبَّرا
فيعيشُ يبحثُ عن جليسٍ يَرتضي
ألاّ يَراهُ مُعلَّمًا ومُقصِّرا
وحكايةٌ ما زالَ يَنحتُ لَيلَها
نَدَمٌ تَحوَّطهُ الملامُ وكَدَّرا
أغرى المَسيرَ وعَجَّلتْ خَطواتُهُ
شَوطًا تَمنّى لو يَفيهِ تَسَتُّرا
وضعَ النُّقاطَ على الحروفِ وماجَنى
مِن روضها لمّا أفاضَ وأثمَرا
أرغى وأزبَدَ يَستَحِثُّ جِنانَهُ
لمّا تحوَّطَها الخواءُ وأقفَرا
وخَلا إلى زمنٍ طَواهُ بحَسرةٍ
تَركَتهُ في مَنفى الهمومِ مُبعثَرا
تَركَتهُ يَشقى في غَياهبَ يَقظةٍ
يهفو إليها طائرًا مُستَبشِرا
نَسيتْ رَواهُ وجودَهُ في مِحنةٍ
خرسـاءَ أنطَقـها نـَداهُ فـأمطَـرا
نَظَرتْ بِهِ الأصواتُ قبلَ وصولِها
واستوقفَتهُ بظِلِّها مُتعَثِّرا
ويُسائلُ الجدرانَ هل أمسي مَضى
أم ما يزالُ بسَوطِهِ مُتَبختِرا
ويُعيدُ يومئُ للوراءِ مُنكِّئًا
جرحًا على مَرّ السّنين تَجَذَّرا
يَمضي بأخطاءِ السّنينَ يَعدُّها
ويُعيذُها ألاّ تَراهُ ولا يَرى
……
الفلوجة/العراق