قال تعالى في كتابه العزيز :
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)الروم
أصدقائي :
أنا أبكمْ ، وهيَ عمياءُ وصماءْ عنْ كلِّ الحقائقْ .
لكن لسانها مبصر فهي ليستْ بخرساء .
فقد احتزَّ عمرنا منجلُ الحياةِ واحتزَّ قبلها جلُّ أعضائنا ولم نبرح نتشكل كلَّ برهه بألوانٍ واهية لاماهية لها بالتدليس والبهتان والذوبان بالدنيا لها مالكل نساء حيينا بل مالنساء الأرض جميعها أمثالها تحب كلَّ غنيمه ولا تزدري أي شتيمه وبكل اللهجات ماعليها سوى ضغط زر اللهجه وعندها والحمد لله من الأزرار مايكفي لقمصان تلاميذ مدرسة البعث في حيينا فتأتيك بالمصري والمغربي والعراقي وحدِّثْ ولا حرج وتأتي بها من هنا او من هناك واحيانا تخلط بينها ولا ادري اهو خطأٌ في حاسوبها ام هو لتشديد تصديعِ رأسنا فتأتي بها مدعمةً بالأمثال الشعبيه وكأن عندها تجارب نساء اهلِ الارضْ .
اصدقائي :
إن منجل قصف الحياة لم يترك لها شيئاً بدأ بجذرها وامتد كالغرغرينا صاعداً الى باقي جسدها حتى وصل الى قمة الابداع عندها سنبلته رأسها لكنه نسي جزأين من هذه السنبله ألا وهما حبتان نبيلتان لسانها وذاكرتها التي تنافس كل مومريات احدث الاجهزة الالكترونيه في العالم محتفظةً بسيئاتِ عمرٍ دام اربعةَ عقودٍ ونيّفْ حسب مايقول لها عقلها .الذي
لايشمله التحديث ولا الفرمته فهو صدئ لدرجة ان صدأه يكفي لعلاج
.شجرةٍ مثمره أصيبت بِعَوَزِ الحديد الفسيولوجي .
لاتتذكر إلا السيءِ من ماضي أيامنا وتمحوا سيئاتِ الذينَ اصبحوا عزيزينَ على قلبها والآخرين الأكثر قرباً لها والذين كانوا اكثر قسوهً عليها في سالف أيامها وتجاهلت قول الشاعر :
وظلم بني القربى أشدُّ مضاضةً
على النفس من وقع الحسام المهند
فسيئاتُ هؤلاء الأقارب توزِنُ جبالاً .وللأسف لازال بعظهم يقول في الأزواج عندما يريد نصحنا وتقريب وجهات النظر بيننا حين نختلف :
ضع يدك في يدي حتى يُدْركْ أحدنا نصفه الآخر؟؟
أي نصفٍ تقصدُ ياسيدي فلمْ يبقَ فيها نصفٌ ولا ربعٌ ولا ثمنٌ بل لم يبقَ أي شيء حتى اليدِ التي تقصدها قد قُُطِعَتْ .
أصدقائي :
مَنْ فهم منكم الصورة غير فهمنا لها فليعلق فلربما كان رأيُهُ اصوبُ من رأينا فنستفيد منه ونفيد غيرنا من اصحاب الأقفاص البرونزيه البين بين ……..بين الحديد والذهب .
فلربما كانت حياته أكثر سعادةً منا فنعضُّ بالنواحزِ على جراحاتنا فنُذِلُّ أنفسنا أكثرَ من ذُلِّهاْ ونصوِّب اسلوبَ باقي حياتنا ونتأقلم .
مع علمنا جميعاً أن التعلم في الكبر كالنقش بالحجر . قال شاعرٌ غبنتهُ السنون:
ألا ليت الشباب يعود يومآ ….
فأذكِّره بما فعل المشيب…..
أصدقائي :
ليتنا لم نودّع عزوبيتنا ليجمعنا سجنٌٍ إسمه القفص الذهبي الذي تبين لنا متأخراً أننا كنا مخدوعين بمعدنه المكون من حديد التنكِ الصدءْ .
فإن لم تنخدعوا بعد ولمْ تدخلوه فأرجوكم ياأصدقائي وياإخوتي !:
أن لاتودعوا عزوبيتكم وتبقوا حالمين به فقط وفقط وفقط ،إلى أن يضمكم لحدٌ ضيِّق على الأقل في هذا اللحد لاترى ولا تسمع ولا تتكلم، فهو أرحمُ لكمْ من هذا القفصٍِ الضيِّق فالعمرُ لايعود ولا يجدد نفسه مرتين يابشرية !!
وأختم:
فلا تُشاطرْ عمرك إلاَّ لمنْ يستحقهُ ، فكم من عقلٍ ألقَمْتَهُ فِكْرَكَ فأصبحَ استراحةَ صيفٍ للإيجارْ .
من مذكرات رجلٍ غرَّهُ لون القفصِ فتألم .
لاتفهموني غلط أتحدث بلسان وعقل صديقي
الصَّدِأَيْنْ .!
صديقي الذي حدثني مطولاً عن معاناته .
وكيف يعاني من جحيم الحياة في بيته
وطلب مني تلخيص معاناته في سطور
لأن قلمه عاجزٌ عن تلخيصها .
فوعدتهُ انْ اكتبَ عنهُ ماستطعتْ ووفَّيْتُ وكتبتُ ماقرأتم .
المهندس قاسم حوشان عياش .
درعا / سوريا