إربد_آفاق حرة
ضمن نشاطات اتحاد القيصر للآداب والفنون الأدبية نظّم مساء السبت الموافق ١٤. ١٢. ٢٠٢٤م أمسية القيصر الشعرية ” شاعرات من وطني” قي نادي الفنانين إربد ضمّت كل من الشاعرات: د. سماح علايا الخصاونة، د. إيمان الصالح العمري ، أ. هناء القاسم ، وقدمتهم الأديبة بلقيس الفارسية، في جولتين شعريتين وسط حضور مميز من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي..
بدأت الأمسية بكلمة ترحيبية لرئيس اتحاد القيصر الأديب رائد العمري ومما جاء في كلمته : ” إننا في اتحاد القيصر نشكر كل من حضر أمسيتنا من مختلف المحافظات ممن آمنوا بفعلنا الثقافي ورؤيتنا ورسالتنا التي استنبطناها من رؤى سيد البلاد في خلق جيل واع ومثقف ، ولسنا وصاة على الثقافة بل إنّنا نجتهدُ ونسعى دائما في أن نحافظ على تقديم ثقافة وأدب هادف يليق بجمهورنا المثقف وينطلق من مبادئنا الوطنية وإرثنا الثقافي ، واليوم خصصنا هذه الأمسية لنقدم مجموعة من شاعراتنا اللاتي نفتخر بتميزهن في الأدب ونفخر بعضويتهن وإيمانهن في اتحاد القيصر للآداب والفنون..
مقدمة الأمسية الكاتبة بلقيس الفارسية أثنت على دور اتحاد القيصر للآداب والفنون ممثلا برئيسه الأديب والناقد رائد العمري لما يقدمونه من فعل ثقافي محلي ووطني يتسم بالالتزام ، وينشط الحركة الثقافية المتميزة في الأردن والوطن العربي .
وقد بدأت القراءات الشاعرة د. سماح الخصاونة حيث قرأت عدة نصوص في المديح النبوي والشهيد والوطن ولفلسطين الحبيبة وأم الشهيد وختاما في الوجدانيات ، ونالت دهشة الجمهور في إطلالتها المحلية الأولى بعد مشاركتها لهذا العام في مسابقة أمير الشعراء ، ومما قرأت في نص بعنوان “ضن الزمان” :
ضَنَّ الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ وَتَفَرَّدًا
حَاشَا … فَلَا أَحَدٌ يُطَاوِلُ أَحْمَدًا
حَاشَاهُ مِنْ نَقْصٍ يَعِيبُ كَمَالَهُ
وَهُوَ الْمُكَمَّلُ والمُكَمِّلُ والهُدَى
وَكَأَنَّ نُورَ البَدرِ فِي قَسَمَاتِهِ
فَجِرٌ أَطَلَّ مُهَلِّلاً و مُوَحِّدًا
بالآي وَالذِّكرِ الحَكِيمِ تَنَزَّلَتْ
سُوَرٌ تُخَلِّدُ لِلزَّمَانِ مُحَمَّدًا
قَدْ جَاءَ عِيسَى بِالْكِتَابِ مُبَشِّرًا
بِقُدُومِ أَحْمَدَ … وَابْنُ نَوْفَلَ أَيَّدًا
حَتَّى إِذَا النَّامُوسُ أَفشَى سِرَّهُ
لِمُحَمَّدٍ … مُلِى الوُجُودُ مُحَمَّدًا
يمْشِي عَلَى عَجَلٍ يُسَابِقُ خَوفَهُ
حَتَّى إِذَا وَصَلَ السَّمَاءَ تَتَهَّدَا
رَاحَتْ تُهَدِّئُ رَوعَهُ بِيَقِينِهَا
وعن الشاعرة الفلسطينية الأصل هناء القاسم فقد تنوعت بعدة قراءات شعرية وكانت لفلسطين حضورها وكذلك للوجدانيات ومن عناوين ما قراءت :”عهد مضى ، عيناك بحر ، المغريات ، منابعُ الذكرى ، مثلُكَ لا يُنسى، وقصيدة “دمع غزة ” والتي فيها تقول :
عيني ودمعي بلا حد ٍ على حد ِ
يؤرجحان غزيرَ الدمعِ في خدّي
ماذاكَ دمعي، بل نهر جرى بدمي
أم ذاك حزنٌ على الأحبابِ في بلدي
قالوا ، ومجدي إيذانا إلى غَدهِ
ماأذَّنَ المجدُ ، بل ماعاد بالمجدِ
ناشدتُ دمعي عن أولادِ حارتِنا
أطلالها اليومَ مقبرة الى وِلْديْ
أطلالُ غزةَ ، منفانا ، بلا مَدَد ٍ
عدنا ، وغزةَ أطلالا ً بلا مَدَّ
ثمّ بدورها الشاعرة د. إيمان العمري التي تنقلت في قراءاتها بين العمودي والنثر والتفعيلة بتألق في الإلقاء وإعجاب من الجمهور مفتخرة بالوطن وببطولات أشقائنا في فلسطين، كما كان للحب الصوفي حضور واضح في قصائدها ومما قرأت تقول :
بسمل على عينيّ حين تراني
متلبساً بالشوق والكتمان
عيناي لو تبكي بقية عمرها
لاحتجت بعد العمر عمراً ثاني
شوق يكسر أضلعي ويهزني
ويجمد المعنى على بركاني
للأبجدية حين يفتح بابها
مسرى فتوح الروح في الوجدان
الله يدري عن جواهر روحنا
ما حكمة التعميد في النيران
الله يدري عن جواهر روحنا
ما حكمة التأويل في الميدان
هذت الخوافق والحروف صواعق
سلمت نفسي للذي سوّاني
ما أكذب الشعراء لولا صدقهم
في كل معترك مع الشيطان
وفي نص آخر تحيي فيه شهداء وأبطال غزة إذ تقول :
حمداً يصبّ الحمد ملء سماكا
يا سيد الطوفان ألقِ عصاكا
ألقابك الحسنى يفيض بهاؤها
في كلّ حدبٍ قد حسمت عراكا
أنت الذي جددت فينا بيعة
عند الشكوك وقد بلغن ِشراكا
كان الغريب وكان يسكنه النوى
عاش الحياة كمن يروم لقاكَ
للريح أن تجد الضلال بهديه
فالضوء بعضٌ من خيال نداكا
ويخاله المغبون طيفاً مارياً
وهو الذي أهدى العدوّ شباكا
ملكا جلست على أريكة عزةٍ
أنت المليك وليس ثمّ سواكا
وفي نهاية الأمسية قدّم رئيس الاتحاد الأديب رائد العمري ترافقه عضو اتحاد القيصر ناريمان الجديتاوي، وأمين الصندوق أشرف أبو خليل التكريمات باسم أسرة اتحاد القيصر للمشاركات شاكرين لهنَّ وللحضور حسن الحضور والمشاركة في إنجاح هذه الأمسية، ومن ثمّ شارك نخبة من رواد نادي الفنانين أعضاء فرقة دقات للفنون الأدائية بوصلات طربية وفنية بقيادة الفنان جوهر الدغيمات .