الكَلامُ قَاتِلٌ / بقلم : فوزية العكرمي

لا أقُولُ شَيْئًا لِلّاشَيْء
الكَلامُ قَاتِلٌ
والنّوايا مِقَصٌّ وَحافِرٌ
وأَنا مِنْ لاشَيْءَ
أُطرِّزُ الرِّداءَ حَتّى تحْفى المَعانِي وتَعْتلّ الإبَرُ
لَا أريدُ مُداواة أحَدٍ
لَسْتُ نبِيَّةً لِأُبْرِئَ الأكْمه والأبْرصَ
وَلَسْتُ يوسُفَ
لِأُعلِّقَ قَمِيصِي شَهْوَةً لِلسّكاكِينِ المطْلِية بالذّهبِ
وأفُوزَ بالتصْفِيقِ المُمِلِّ
أَنا ذِئْبُ الحِكايَةِ
عِنْدما كانتْ الكِتابة السّومرِية فِكْرَةً عَلى فِراشِ المُمْكِنْ
كُنْتُ أتهَجّى خُطى السّحابِ عَلى جناحِ الطّيْرِ
أُراقِصُ ظِلّا رومنْسِيّا يَهْبِطُ من السَّماءِ بِرشَاقَةٍ
كُنْتُ أصُوغ السُّؤالَ تلْو السّؤال
مَتَى تَحِينُ حَياتِي ؟
أَنا زُليْخة أيّها العالمُ الأعْمَى
الشّهوةُ الرّاكِدةُ في الأدْغالِ والمِياه الآسِنة
أنَا الامْتِحانُ العسِيرُلِكلِّ نُبُوءَةٍ
أَنا سُقوطُ آدمُ
وَحِكْمة الغُرابِ
أنا سُقُوطُ التفّاحَةِ فِي فمِ نيوتن
وعبْقرِية بيكاسُو
أنا اليَدُ التي احتطبَتْ وقتلتْ وقطَّعَتْ الأذُنَ والمخالِب

لَكِنَّكم تَتعفّفون لِتُعلّق صوركم على السّتائِرِ
أراكُم عُراةً الآنَ
تَغْمِسُونَ أصابِعكُم كُلّ صباحٍ في الدّماء الطاهِرة
لِتَطْرُدُوا الشَّياطِين والبَغايَا
وَأنا هُنا واقِفَةٌ
تَرْجُمونَنِي حِينًا بِالقصائِد وكتُب الشروح والوصَايا
وَحِينًا تَلْعَقُونَ فِي أَلِفِي كُلَّ الخَطايَا
يارَب مَتى تَحِينُ حَياتِي ؟
فَقدْ عاشَتْ بِأرْضِكَ أُنْثى تُشْبِهُنِي
هِي من طِينٍ
وأَنا هُنا إلاهٌ من حلْوَى وزئبقِ الشياطين ….

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!