لصحيفة آفاق حرة:
بطاقة تعريفية برواية
“غزالة الكهف” للأديبة السورية “ريمة خطاب”
المحرر الثقافي- محمد فتحي المقداد
صدرت حديثاً رواية “غزالة الكهف” للأديبة “ريمة خطاب“. الرواية بمفاهيمها العامّة ذات أبعاد اجتماعيّة؛ فسلّطت الضوء على قضايا المرأة بشكل عام، وما تلاقيه من إهمال وتهميش في مجمتع شرقي بملامحه الذكوريّة، التي لا تقبل بسهولة بمشاركة المرأة، وأن تكون الندّ للندّ، مع القبول من الطرفين بالفروقات الخَلقيّة، وهي سِمَة البشر جميعًا. وفي هذا المنحى تكون الرواية بكافة أبعادها ومآلاتها ذات أبعاد اجتماعيّة جديرة بتسليط الضوء على زواياها المعتمة والمسكوت عنه، بذلك تُصنّف في مسار الواقعيّة الاجتماعيّة، ضمن دائرة الأدب الاجتماعيّ.
تناولت رواية “غزالة الكهف” موضوع التعتيم على المرأة، ومصادرة حقوقها، وحرمانها من التعليم في فترة الثمانينيّات خاصّة في بعض البيئات الريفيّة السوريّة، كانت النظرة لكقير من الآباء بعدم رؤيتهم لفائدة التعليم للبنات، حيث كان غير مسموح لها بمتابعة دراستها، والتغوّل كذلك على باقي شؤون حياة المرأة، ولم يكن لها الحق في اختيار شريك حياتها، بل يُعدّ ذلك معيبًا، ومُخلّ بشرف العائلة، وفي هذا الإطار المُنغلق انطواءً على مفاهيمه المُتوارثة، وربّما تتقاطع مع أحكام وطبيعة الدين الإسلامي الحنيف، مما كرّي رؤية تجاه المرأة وقضاياها في التربية والتعليم والزواج وبناء الأسرة التي هي اللّبنة الأولى في بناء الفرد والمجتمع والأمّة.
كما أن الرواية سلطت الضوء على معاناة فئة معينة من الناس، وهم الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث كانت ترزح تحت وطأة ظلم المجتمع الذي لا يملك ثقافة القبول، وينبذ هذه الفئة المهمشة، والمستضعفة، وينظر إليهم على أنهم عبء، وعالة على المجتمع، وطرحت بأسلوب أدبي مشوق مشاكل نفسية، وعقداً كانت نتيجة لتلك النظرة الخاطئة، وبيّنت كيف أنه برغم وجود عائق صحي لدى هؤلاء الأشخاص، إلّا أنهم قادرون على العطاء والإنجاز، وإثبات الذات، ووضع بصمة خاصّة بهم تقدم الفائدة للبشرية، وتخلد ذكراهم عبر السنين الطويلة، وذلك عبر الإصرار على إثبات الذات المبنية على محمل الجد والطموح والمثابرة.
“غزالة الكهف” رواية مُستوحاة من الواقع المرير الذي عاشته، وعانت منه الكاتبة؛ فلخّصت بمئتين وثلاث عشرة صفحة مأساة جيل كامل من النساء السُوريّات اللّواتي تعرّضن للظلم والاضطهاد، والقمع.
وأبرزت بلونها الخاص ككاتبة قوة وإصرار المرأة على التحدي، والثبات، ومواجهة أعتى الصعاب، وتجاوز المحن بعزيمة، وشجاعة لا حدود لها، وكيف أن المرأة السورية استطاعت فرض وجودها في جميع المجالات في العمل، على جميع الأصعدة، الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية.
رواية “غزالة الكهف” هي صرخة في وجه الظلم، والتخلف، والعنصرية، هي رسالة لكل مستضعف مُحاطٍ بالمحبطين، والظالمين ليثبت، ويقاوم، ويعمل على تحقيق الذات، والآمال؛ فبالعمل الدؤوب، والأمل تُصنع المعجزات، وتُقهر الأهوال، وتُذلل الصّعاب، وُصولًا لقمم الأمجاد، كما فعلت البنت “غزالة” بطلة رواية ( غزالة الكهف).
الأردن – عمان
١١/ ١٠/ ٢٠٢١