لصحيفة آفاق حرة:
بطاقة تعريفية بالمجموعة الشعرية
“شرفات الشوق” للشاعر الأردني. د.”خالد الفهد الميّاس”
المحرر الثقافي – محمد فتحي المقداد
صدر حديثًا كتاب “شرفات الشوق” للشاعر. د. “خالد الفهد الميّاس”، وهو ديوان شعريّ، تنوعت مواضيع قصائده ذات النمط الخليليّ “العموديّ” وبعضها الآخر نصوص تفعيلة.
المجموعة متنوّعة القضايا التي عالجتها شعريًّا، وهو ما أغنى المجموعة وأثراها، وما أدلّ ذلك إلّا عن غنى تجربة الشاعر، ورسوخه المتراوح ما بين الموهبة بحسن الأداء، وما بين إتقان صنعة الشعر، والتمكّن من أدواته. وهو ما تجلّى في مقطوعة الغلاف الأخير للكتاب الشفيفة الآسرة: “الشعر في قلبي انكتب// مع كل نبضة خافق مزج الأدب// وتدافعت كلمات أبياتي لترقى فوق أجنحة اللهب// الشعر إحساسي شعوري بهجتي// فرحي وحزني لوعتي// ألمي وآمالي وتبع مودتي// شوقي وأحلامي ودمعة مقلتي// بالشعر أشعر بالحياة// وأسطر الأشواق للقمر الحبيب// وأحش بالأمل القريب// وتدغدغ الأبيات أوردتي وتصنع بسمتي.”
أما العنوان الرّئبس للمجموعة، جاء من عنوان لأول نص داخل المجموعة: “شرفات الشوق أحلامي// وصدى الآهات وأوهامي- سلبت أنماطًا من لغتي// وتوارت ألحان كلامي- نغمات العشق يأغنيتي//جارَتْها نغمات هيامي“. ص13.
وفي الإهداء الذي كتبه الشاعر، لعلنا ندرك شيئا من رسالته للقارئ: “إلى كل الذين يبحثون عن الحقيقة بموضوعية تامة، ويعترفون بالحق في هذا العالم الغامض، ويتذوقون جمال الشعر ويشعرون بجلاله، أهدي ” شرفات الشوق ” مشفوعا بمحبتي وتقديري لمن يقرأ حرفي ويتدبره” ص7.
وللمتصفِّح للكتاب يجد أن “شرفات الشوق” شرفات الوجدانيات تترابط مشاعره وأحاسيسه مع ثنائية الوطن والمرأة عند الشاعر. ومن نص”أنت الحبيب“، نتوقّف منه مايلي:” شِعرًا كتبتُكَ يا نبض الشرايين// نورًا رأيتُكَ في كل الأحايين- أنتَ الحبيب الذي ما زلتُ أعشقُهُ// دون الخلائق عشقًا كالمجانين” ص24.
وعلى شرفة الوطن، نقف على تلّ إربد وتنسّم عبيرها الآصيل، ونتفرّس تقاطيع عرارها وشاعرها الأوّل “مصطفى وهبي التل“، وهو يتأمل الأردن من تل إربد، ليرى سفح “شيحان” في الجنوب، وفي ذلك يتماثل الشاعر خالد المياس مع عرار في رؤيته للوطن في نص:” سهول إربد”: “سهول إربد يا صاح الهوى// مذ كان وَهبي، وكان الحب يُشجيها – قد كان زينها شيح وقيصوم// واخضرّ مُزدهيًا خُبّيزُ واديها – وعانق التلَّ من دُحنون ديرتنا// حمراء شمّاء ماءُ الحصن يرويها- وزغردت من بنات السهل فارعة// غرّاء تسبي سواد الليل عاليها – والإربديات في دبكاتها انتظمت// تحدو بأغنية تحلو معاميها- عرار شاعرها يشدو بأبحره// يُعطّر الجو شعرا في مغانيها” ص20. وهذا النص محاكاة حقيقية للنفس الشعري لعرار شاعر الأردن.
ومن شرفات الشوق نطلُ على شرفة المرأة، هي قاموس اللهفة والأشواق، والحب والحياة، ومن نص“لم يبق إلا أنت سيدتي” اقتباس يوضح الرؤية لشرفة المرأة: “لم يبق إلا أنت سيدتي هنا// ترقى سويدائي وتسكن في دمي// وتعانق الجوزاء فوق الأنجم// من عينك انبلج القمر// وتفتح الدحنون من خديك في سَمْت السَّحر// لم يبق إلا أنت سيدة مبجلة لها فكر.. قرار” ص53.
كل الشرفات تتقابل للشاعر، لينظرها جميعا بأعين وبنظرة واحدة، وبُفرّق بينها في أشعاره؛ فتعالى كل شرفة بأشواقها، وجميعها متاحة للشاعر كالضرورة الشعرية؛ فيجوز له ما لا يجوز لغيره. وبتتبع عنوانات المجموعة نجدها تذهب في ربوع وطن وبيئة الشاعر الأردن، فتتجلى الربوع ما بين شمال وجنوب، وتخرج بعيدًا برؤاها إلى ديار العروبة على حد سواء. كما نلحظ أن كثيرا من تراكيب وجمل وتشابيه لغة القصائد من بيئة المحلية، فكما كان الشاعر “عرار” هو لسان الأردن والناطق، لوخظ أن شاعرنا “المياس” اقتفى آثار إمامه الإربدي “، “.
عمّان – الأردن
11/ 11/ 2021