منذ بداية عرض الفيلم في سبتمبر ٢٠٢١ في مهرجان فينيسيا و الذي تبعه عرضه في العالم العربي في مهرجاني الجونة و قرطاج و شاهده آلاف من الجمهور العربي و الفلسطيني و العالمي، وكان الإجماع دائماً أن الفيلم يصور قضيه الأسرى بشكل إيجابي و انساني وينتقد الاحتلال بوضوح.
كان من المفهوم تماماً لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف و قدسية أطفال الحرية و لهذا كان القرار التصريح بأن قصة الفيلم خيالية و لا يمكن أن تحدث، فالفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول “منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة”.
لم تترك أسرة الفيلم الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم ١٨ عاماً يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في ٢٠١٢.
الفيلم يتناول معاناة و بطولات الأسرى و أسرهم و يظهر معدن الشخصية الفلسطينية التي دوماً ما تجد طريقة للمقاومة و الاستمرار و يحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينين.
اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤال وجودي فلسفي حول جوهر معتقد الانسان و هل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر. و الفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين،فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية و تختار أن تنحاز للقضية العادلة. و الفيلم يشجب و يدين ممارسات الاحتلال المشار اليها بشكل صريح و بشكل رمزي في الجريمه التي يتناولها الفيلم.
الحديث فقط عن هذه الحبكة الخياليه خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية هو اقتطاع منقوص و يرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم.
الفيلم من بطولة كوكبة من الفنانين الفلسطينين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية و لهم تاريخ طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية و نقلها للعالم و دافعهم الوحيد للاشتراك في الفيلم هو إيمانهم بأهمية رسالة الفيلم الذي هو في النهاية رؤية و مسؤولية مخرجه.
أسرة الفيلم تتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على مايظنونه إساءة للأسرى و ذويهم … و هو غضب وطني نتفهمه و لكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلاً او اجتزائاً.
و أخيراً فإن الهدف السامي الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى و ذويهم و الذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حول الفيلم .
نحن نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته. نحن مؤمنين بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية.
تعليق واحد
تعقيبات: “أميرة” ليست سندريلا… – نادية حرحش