سُقياً لتلكَ الرّبّى المُمحلةِ ما أَشَدّ ظَمَأَها وهي تخاتلُ أعماقَ جنباتها التي تصفرُ بها الريحُ فقدْ تيبّستْ حتىٰ جَفّ ضرعُها وغدتْ صريعةَ رغبةٍ بكماء أخرستها العزةُ بالإثمِ فتلقفتها أيدي السقوطِ من شاهقِ التحدي إلىٰ مستنقعِ العنادِ فأصبحَ التحرر من هذهِ الأَطواقِ والتخلص من هذهِِ الشراكِ ضرباً من المحالِ لاستحالةَ الخروج من نطاقِ السيرِ في الدوائر المغلقةِ والحلقات المفرغةِ ، يا إلٰهي كَمْ كنتُ أُمَنِّي النفسَ بأُذنٍ واعيةٍ وقلبٍ عقولٍ للتحليق في الفضاءات العائمةِ علىٰ بحارِ المَدَيات البعيدةِ والأعماقِ السحيقةِ لجني حصاد التعقلِ والانسلاخ من صحراء المساوئ إلى واحات الارتقاء فقدْ نفدَ الصبرُ وذَبُلتْ وريقاتُ الإقبالِ واحترقتْ شموعُ الأَماني وأزفتْ ساعةُ الرحيلِ فتطهّري برذاذي وتعمّدي ببحرِ صدودي وجذّفي بآخر مركبِ نجاةٍ واجعلي قبلتَكِ أُولىٰ الفِكْرَتين .