حين أكتب ؛تأخذني يدي إلى مجهول دربته الموهبة ؛ لا أملك سوى أن أتبع
اختفاءها في عتمة الكتابة ؛ وأقتفي عطر الكلمات في شقوق اللامرئي . هل الكتابة
مصادفة في ليل ملتبس أم هي اجتراح في سترة الإلهام ؟
البدء؛ يد تقفو ضوء المغارات ؛حتى إذا أوشكت على الاهتداء إلى بوصلة معلومة ؛
سقطت الخرائط ؛و ارتجت الممرات ؛ ووجدت نفسها في غابة مطيرة لا تعرف
المخبوء فيها من المفخخ ؛وإن تمرست بتفكيك المصائد ؛ فإن العبور ليس
مضمون العواقب .
يدي أوسع من بصيرة تعطلت في ماضيها البعيد ؛ وتملصت من زمن توقف عند
الممكنات ؛يدي تقودها المتاهة إلى صعود عنــاده التأويل .
يدي هناك حيث تفرح الأعالي ؛ وترسل صوتها المضيء في سماء الوجدان ؛كأن
الكلمات حبات تتفتت من نجوم صافية لا حجاب بينها وبين النشيد . هناك يكون
التشييد صادحا بالدعاء والتخليد للغناء ؛ورقص القداسات في خلدي.
لا أعرف كيف تمشي بي يدي خارج داخلي ؛وتصحو بي على مصير لامرئي
أجده مصير كل غريب . كأن أعمى بصيرا يخيط الطريق بين الإختفاء والانكفاء ؛
أو بصيرة إله مدربة على السير في المواكب هي من تحتفي بأناملي وتجود عليها
بالوقوف على ربوة القران العظيم بين الحلم واليقين.
هناك ؛
تقترن الأرض بزمنها الممتد في الانتظار والخشوع على حد سواء ؛ وأكون
الوقت المحين بالتاريخ والمصير الذي يجادل موكب القصيدة . أي أن التوليف بين
الرقص المجيد وغصون النشيد صلب الغبطة بين النواة وغنى الرغبات .
هناك ؛
يكون الإنتماء إلى الموكب ذروة الجاذبية في دائرة الروح . فلا سقوط ؛ولا إدعاء ؛
وإنما رغبة القصيدة في التكلم والاستسلام لليد ؛ وإدراك التآلف بينهما . هما
وحدهما المنذوران للصحبة ؛أي أنها الاستثناء المعتبر في شراكة دائمة .
فاليــد أنفاس السؤال في القصيدة ؛ والقصيدة قدوم لا يتأخر ؛وإن حرن جموحا .