سأَجمعُ كُلّ أُمنياتنا المُستلّةِ من جيبِ الغيابِ القَسري ودفاترِ الحرمان وأَنثرها وروداً على قارعة الأَوقات الضنينةِ والزمن الكَؤود ، لازالَ الدربُ نديّاً بدَمعات الحنينِ ولازالتْ تلكَ الصباحاتُ النديةُ الموشّاةُ بخيوط الأَملِ والتفاؤل تغسلُ جرمَ خَطَرات ليلية تسعى لتنالَ شيئاً من روح السعادة والرجاء وتعكِّر صفوَها ،
إلاّ أنّ أشعّةَ شمس الصباح قَدْ بدّدَتْ بأَلوانها البنفسجيّةِِ كُلّ خيوط الظلام فهي تقولُ للفرح كُنْ فيكون فينبجسُ فجر الحبور يأتينا حاملاً أملاً وسنبلةً وبضعَ حبّات قمحٍ تنتظرُ البذارَ ومزن خيرٍ يحملها السحابُ فتهمّ كوثراً لا يهدرُ إلاَّ ليسقي النفوسَ وينعشُ القلوبَ وترصع الحياة عناقيد ضياءٍ يشعّ على دوالي الرُوحِ ليأتلقَ صبحٌ وينحسر ظلام ، وقطرات مطرٍ تداعبُ الحقولَ لتنبتَ سنابلَ فرحٍ وتعانقَ أَمَلاً وفَجْراً جَديداً .