مذ رحيلي عنك سيدتي ، أشعر بألم يسري في دمي ، ووجع يتربع على قنوات قلبي..
نسمات الصباح تذكرني بك، أحسية الماء ، قهوة الإفطار، ذرات الرمال ، هبوب الرياح ، كل شيء جميل في هذه المدينة ، يذكرني بذكرى عشتها معاك ..
ومع وقوب كل ليل ، أسرج قلمي راحلا إليك ، بكلماتي فقط ، أبحر بإتجاه جولة القصر ، مرورا بجولة سوفتيل ، وصولا إلى دارك سيدتي..
بإتجاه الحوبان فقط ، هاجسي يتصبب أملا بعناقك ، وقلمي يتصبب حبرا على بساط حائطي الإلكتروني (فيسبوك)..
سيدتي: أقف الآن على كثيب مرتفع ، ناظرا إلى مدينة ، يطل من كواتها قناديل منيرة ، وكأنها كوكب دّرّيُّ ، أو عروس مترنحة بظهرها إلى صدر صبر الشامخ شموخ تاريخها ، غير آبهة بأصوات القذائف والمدافع ، متناسية حجم الدمار الذي حل بها ، ولولا أني رأيتها بالأمس في وضح النهار ، ماكنت لأصدق خبرا بتدميرها..
وجمال المشهد يكاد يأسرني الآن ، ألوذ بطيفك، وأناجي خيالك ، وكل أمنياتي ، أن تكوني بجواري لترينّ مدينة تعز ، وزوجك متلذذا برؤيتها ، يسامره قمرٌ يتلألأ في بؤرة سمائها..
سيدتي : الطريق إليك شاق وطويل ، فقد تغيرت الأيام ، وتبدلت الحكام ، وأوصدت الأبواب ، وغلت الأسعار ..
حبيبتاه ! ، الطريق من المدينة إلى الحوبان ، يحتاج إلى جمع وقصر ، وزاد وراحلة ، وسؤال وجواب ، وأربعة آلاف ريال. ..
لذا دعيني أتغنَ بصبابات ذكراك ، وألهو في أماسي حبك المتضوع منه عبير أخلاقك. .
وإلى لقاء آخر يجمعني بطيفك الجميل، أستودعك الله..
موفق السلمي – مدينة تعز